من ذلك أربع قراءات. قال ابن خالويه: "هن لغات ومعناهن الفزع" (١). وعلى ضوء الدرس الصوتي الحديث أرى أن القراءة بفتح فاء الكلمتين وتسكين عينهما إنما هي لغة مخففة من "رَغَبًَا وَرَهَبًَا" بالفتح فيهما.
• "شَنْآن" (٢): قراءة في قوله تعالى:"ولا يجرمنكم شَنَآنُ قَوْمٍ" (٣).
[التاج: شنأ].
يذكر الزبيدي – وهو بصدد تعديد مصادر الفعل (شنأ) – أنه قرئ بـ (شَنْآن) بالتسكين وَ(شَنَآن) بالتحريك (٤)، فمن حرك فهو مصدر، ومن سَكَّنَ فقد يكون مصدرًا، ويكون صفةً كسَكْرَان، أَي مُبْغِضُ قوم. والأجمع للقراءة أن يقال إن (شَنَآن) مصدر، و(شَنْآن) لغة فيه على التخفيف.
والذي يرجح ذلك قول السمين: "وجَوَّزوا في كل منهما أن يكونَ مصدرًا وأن يكون وصفًا، حتى يُحْكى عن أبي عليّ أنه قال: "مَنْ زَعَم أن "فَعَلان" إذا سَكَنت عينه لم يكن مصدرًا فقد أخطأ، إلا أن (فَعْلان) بسكون العين قليلٌ في المصادر نحو: "لَوَيْتُه دَيْتُه لَيَّانًا" بل هو كثير في الصفات نحو سَكْران وبِابِه و(فَعَلان) بالفتح قليلٌ في الصفات، قالوا: حمارٌ قَطَوان أي عَسِر السير، وتيس عَدَوان" (٥). وقوله:"ولو قال قائل: إن الأصل "الشنآن" بفتح النون، وخفف الهمزة بحذفها رأسًا، كما قرئ "إِنِّهَا لَاحْدى الْكُبَر" بحذفِ همزة "إحدى" لكان قولًا يسقط به الدليل لاحتماله" (٦).
• "فَضَحَكَتْ" (٧): قراءة في قوله تعالى: ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ﴾ (٨).