The Hadiths on Games and Sports
الأحاديث الواردة في اللعب والرياضة
प्रकाशक
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٥ هـ
प्रकाशक स्थान
المملكة العربية السعودية -الدمام
शैलियों
فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، حريصةً على اللعب» (^١).
وفي رواية قالت عائشة: قال رسول الله ﷺ يومئذٍ: «لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة» (^٢).
_________
(^١) حديث صحيح، سيأتي تخريجه -إن شاء الله- ضمن أحاديث الدراسة.
(^٢) أخرج هذه الزيادة أحمد ٤١/ ٣٤٩ ح (٢٤٨٥٥) والسراج في مسنده ٣/ ١٢٤ ح (٢١٤٨) كلاهما من طريق سليمان بن داود، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة به.
وإسنادها ضعيف، ففيه عبد الرحمن بن أبي الزناد مختلفٌ فيه، فقد وثقه بعض الأئمة، كمالك، وكان يأمر بالكتابة عنه، كما وثقه الترمذي، والعجلي، ويعقوب بن شيبة، وزاد يعقوب: «صدوقٌ»، وفي حديثه ضعف.
وضعفه آخرون، فكان ابن مهدي يخط على حديثه، وقال أحمد: «مضطرب الحديث»، وقال ابن معين: «ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث، ليس بشيء»، وقال أبو حاتم: «يكتب حديثه، ولا يحتج به»، وقال النسائي: «ضعيف».
وفصل فيه آخرون، فقال ابن المديني: «حديثه بالمدينة مقارب، وما حدث به بالعراق فهو مضطرب»، وبنحوه قال يعقوب بن شيبة، وعمرو الفلاس، والساجي.
وقال ابن المديني: «قد نظرت فيما روى عنه سليمان بن داود الهاشمي فرأيتها مقاربة».
وقال صالح جزرة: «يروي عن أبيه أشياء لم يروها غيره».
ولخص حاله الحافظ ابن حجر، فقال: «صدوقٌ، تغير حفظه لما قدم بغداد»، ولعل قول الحافظ هو الأقرب.
ينظر: سنن الترمذي عند ح (١٧٥٥)، والجرح والتعديل ٥/ ٢٥٢، والضعفاء والمجروحون للنسائي (٣٦٧)، والثقات للعجلي ٢/ ٧٧، وتاريخ بغداد ١٠/ ٢٢٨، وتهذيب الكمال ١٧/ ٩٥، وتهذيب التهذيب ٦/ ١٥٥، وتقريب التهذيب (٣٨٦١).
وبناء على هذا فعبد الرحمن صدوق فيما حدث به بالمدينة، ضعيفٌ فيما حدث به ببغداد، وقد روى عنه سليمان بن داود وهو الهاشمي، كما جاء مصرحًا به في رواية السراج، وقد نص ابن المديني على أن روايته عنه مقاربة، لكن يشكل عليه أن عبد الرحمن بن أبي الزناد تفرد بهذه الزيادة؛ مما يقوي القول بشذوذها؛ إذ أصل الحديث في الصحيحين بدونها؛ فقد راوه عبيد بن عمير، كما في صحيح مسلم ح (٨٩٢)، وسعيد بن المسيب، كما في صحيح مسلم ح (٨٩٣) كلاهما (عبيد، وسعيد) عن عائشة بدونها. =
= كما رواه الزهري، كما في صحيح البخاري ح (٤٥٤)، وصحيح مسلم ح (٨٩٢)، ومحمد بن عبد الرحمن الأسدي، كما في صحيح البخاري ح (٩٥٠)، وصحيح مسلم ح (٨٩٢)، وهشام بن عروة، كما في صحيح مسلم ح (٨٩٢) ثلاثتهم (الزهري، والأسدي، وهشام) عن عروة بدونها.
وهذا ما يؤكد مقولة صالح جزرة: «يروي عن أبيه أشياء لم يروها غيره».
وللحديث طريقٌ أخرى؛ إذ أخرجه الحميدي ١/ ١٢٣ ح (٢٥٤) عن ابن عيينة، عن يعقوب بن زيد التيمي، عن عائشة بلفظ: «العبوا يا بني أرفدة؛ تعلمْ اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة».
والذي يظهر أن في السند انقطاعًا؛ فيعقوب بن زيد لم يدرك عائشة، وقد دل على هذا عدة قرائن، وهي:
أن ابن سعد في الطبقات ٩/ ٢٤٣ ذكر في ترجمة يعقوب أنه مات في أول ولاية أبي جعفر المنصور، وقد تولى أبو جعفر الخلافة آخر سنة (١٣٦ هـ) كما في البداية والنهاية لابن كثير ١٠/ ٥٨، وقد ماتت عائشة ﵁ ا سنة (٥٧) أو (٥٨ هـ) كما في تهذيب الكمال ٣٥/ ٢٣٥، فبين وفاة عائشة ووفاة يعقوب ما يزيد على خمس وثمانين سنة، وقد قال الذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٣٤٠: «كأنه مات شابًّا».
أن كل من ترجم له، لم يذكر من شيوخه عائشة، ولو ثبتت روايته عنها لكانت أولى من يذكر، وذلك مثل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٩/ ٢٠٧، والذهبي في تاريخ الإسلام ٩/ ٣٤٠، والمزي في تهذيب الكمال ٣٢/ ٣٢٣، وأقدم شيخ ذكروه هو: أسعد بن سهل بن حنيف، وهو معدودٌ في الصحابة، له رؤية، ولم يسمع من النبي ﷺ، مات سنة (١٠٠ هـ) كما في التقريب (٤٠٢).
أن ابن حجر ذكره في التقريب (٧٨١٦) في الطبقة الخامسة، وهي عنده: الطبقة الصغرى من التابعين، الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة، ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة.
وللحديث طريقٌ آخر؛ فقد أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث ٢/ ١٠ - ١١ - ومن طريقه الحارث بن أسامة بغية الباحث ٢/ ٨٢٦ ح (٨٦٦) -من طريق أبي معاوية، والديلمي في مسند الفردوس ٢/ ١١٠ من طريق عبد الواحد بن زياد، وعلقة أبو حاتم كما في العلل ص ١٥٩٩ عن مروان بن معاوية الفزاري، ثلاثتهم: (أبو معاوية، وعبد الواحد، ومروان) عن عبد الرحمن بن إسحاق بنحوه؛ إلا أن أبا معاوية رواه عنه، عن الشعبي مرسلًا، ورواه عبد الواحد، ومروان -مرة- عنه، عن الشعبي، عن عائشة، ورواه مروان -مرة- عنه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.
وهذه الأوجه ضعيفة، فقد اضطرب فيه عبد الرحمن بن إسحاق، وهو ضعيف الحديث كما في التقريب (٢٧٩٩).
ولجزء الحديث الأول شاهدٌ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٥/ ٢٤٧ ح (٦٥٤٢) من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب: أن رسول الله ﷺ قال: «الهوا والعبوا؛ فإني أكره أن يرى في دينكم غلظة»، وهذا سندٌ ضعيف؛ فالمطلب بن عبد الله من صغار التابعين كما في التقريب (٦٧١٠) وقد قال فيه أبو حاتم في المراسيل ص ١٦٤: «عامة حديثه مراسيل»؛ ولذا قال البيهقي عقيب إخراجه: «هذا منقطع».
ولجزء الحديث الأخير: «إني أرسلت بحنيفية سمحة» عدة شواهد لا يخلو واحدٌ منها من ضعف، ويغني عنها ما أخرجه البخاري في صحيحه، باب الدين يسر، وقول النبي ﷺ: «أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة» ح (٣٩) وأورد تحته حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا ...».
1 / 25