The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
प्रकाशक
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
शैलियों
من الله ﷿ لصدق نبوته ﷺ، وتثبيتا لقلوب المؤمنين به، فما زادهم ذلك إلا إيمانا، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، لقد كانت حياة رسول الله ﷺ بينهم، نورا وسعادة وشفاء، بصَّر من العمى، وهدى من الضلال، وانتشر الإخاء بين بني آدم، وجمع الله به قلوب المؤمنين على المحبة والإخاء، والعمل بما جاء به ﷺ، فاستظل الناس بعدله، وكمال خلقه وتواضعه ﷺ وكان رحمة من الله ﷿ للأمة المحمدية ولا يزال كذلك حتى تقوم الساعة، وبعد قيام الساعة فهو شفيع الأمة المحمدية، لقد أشرق كل شيء في طيبة حين وصل إليها رسول الله ﷺ، وأظلم كل شيء فيها حين لحق بالرفيق الأعلى ﷿، كما في حديث أنس ﵁ (١)، لكنه ربى جيلا هم خيار الناس على الإطلاق، الأمثل منهم فالأمثل، ﵃ أجمعين، على أن العهد النبوي لم يسلم من كيد أعداء الإسلام، كمحاولة يهود بني النظير قتله ﷺ، وما جرى في فتوحاته من منازلة الأعداء، ولكن الله ﷿ كتب له ولأصحابه ﵃ النصر والتمكين، إعلاء لكلمته ﷿، ورحمة بالأمة من عبادة غير الله ﷿، كان العهد النبوي رحمة للعالمين، لم تكن رحمته ﷺ قاصرة على العرب بني جنسه ومحتده، بل كل من آمن به من بني آدم، وعمل بما جاء به من الهدى، فاز في الدنيا والآخرة، فهو المبعوث إلى الناس كافة، ولقد تعدى خيره وبركته إلى غير المؤمنين به، من أهل الذمة، بما أبرم لهم من حقوق يلتزم بها المسلمون، فقد حفظ دماءهم وأعراضهم وأموالهم، فلا يجوز الاعتداء عليهم بغير حق قال ﷺ: «من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما» (٢)، وكان المؤمنون به أمة واحدة، كما وصفهم رب العزة والجلال ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (٣)، المراد أمة نبينا محمد ﷺ، وهم كل من صدقه وآمن به من جميع بني آدم على اختلاف لغاتهم، وألوانهم، وتعدد قبائلهم وشعوبهم وأعراقهم، هذه الخيرية جاءت من إيمانهم بالله ﷿ ورسوله ﷺ،
_________
(١) الترمذي حديث (٣٦١٨) ..
(٢) البخاري حديث (٦٤٠٣).
(٣) من الآية (١١٠) من سورة آل عمران.
1 / 13