188

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

प्रकाशक

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

शैलियों

الولاء: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي ﵃، والشيعة يرون عليا ﵁ الأحق أولًا، من غير سب للثلاثة ﵃؛ هكذا كان الخلاف بين السنة والشيعة، ولكن التشيع لم يقف عند هذا الحد، ولو وقف عند هذا لهان الخطب كثيرا، لأنه خلاف لا يفقد للود قضية، ولم يخرج معتقدوه عن المعتقد العام لأهل السنة والجماعة، لكن تطور التشيع حتى خرج عن هذا تماما، وابتدع منهجا للتشيع بعيدا كل البعد عن المعتقد العام للرعيل الأول، وكان التطور مبنيا على خطة متدرجة في البعد عن منهج الكتاب والسنة، أحكم نسجها عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل، المتستر بالإسلام ظاهرا. إن الله ﷿ أنزل كتابه العزيز على نبينا محمد ﷺ بلغة العرب، فالقرآن عربي، والرسول عربي، وقد امتدح الله ﷿ لغة العرب فقال: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ (١)، ولذلك لم يعسر على العرب فهم دلالاته، من أول ما سمعوا رسول الله ﷺ يدعوهم إلى قول: "لا إله إلا الله"، فهموا معناها مباشرة دون تفكير ولا عناء، فقالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ (٢)، ولم يقل أحد من العرب: إن لهذا الكلام باطنا لا نعلمه، بل فهموه بدلالة الظاهر من غير تأويل ولا تحريف، ولم ينقل عن أحد من أصحاب رسول الله ﷺ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: إن لهذا القرآن باطنا لا يعلمه إلا الخواص، نعم ورد في التأويل قال تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (٣)، والمراد أن القرآن الكريم فيه المحكم؛ وهو بين واضح لا لبس فيه، وفيه المتشابه؛ الذي يحتاج إلى الفهم الدقيق، ويحتمل التأويل وهو قليل، ولا يختلف عليه الراسخون في العلم، بل يؤمنون بالمتشابه؛ كإيمانهم بالمحكم؛ لأن كلًا من عند الله ﷿، وعلى هذا درج العهد النبوي والخلافة الراشدة، فلما ظهرت الرافضة باسم الشيعة رفضت ذلك المنهج السوي، وشرعت في مناقضته جملة وتفصيلا، وجعلت للقرآن ظاهرا يعلمه

(١) الآية (١٩٥) من سورة الشعراء. (٢) الآية (٥) من سورة: ص. (٣) الآية (٥) من سورة آل عمران ..

1 / 192