203

The Foundations of Attaining God Almighty

أصول الوصول إلى الله تعالى

प्रकाशक

المكتبة التوفيقية

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशक स्थान

القاهرة

शैलियों

مصيبة .. وإن الخطر الأكبر فى الدنيا تزيينها .. تزيين الدنيا، قال الملك ﷻ " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنبن والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب " (آل عمران: ١٤) ..
" وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا " (الزخرف: ٣٥).
" دنيا " .. ماذا تعنى هذه الكلمة؟ .. تعنى: سيارة أغلى وأفضل، وأحسن، وشقة فارهة وملايين ونساء .. ثم ماذا بعد؟! .. دخول جهنم .. هذه هى الحقيقة.
فيا من لا تركب إلا سيارة جديدة لتلفت نظر البنات، فتنتك الدنيا وتريد أن تفتن الآخرين؟! .. هذه فتنة على فتنة، ومصيبة على مصيبة، أن نفتن فنفتن الآخرين .. فتذكر آخرتك، تذكر يوم الحساب يوم الوقوف والعرض على الله يوم يجاء بجهنم " يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى " (الفجر: ٢٣) .. تذكر يوم تقول: " يا ليتنى قدمت لحياتى * فيومئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد " (الفجر: ٢٤ - ٢٦).
ولكى يكون لديك رغبة فى الآخرة، ازهد فى حطام الدنيا الزائل .. الدنيا زائلة فألقها وراء ظهرك، بل ضعها تحت قدميك .. ونظرة واحدة إلى مآلك تهونها عليك، فتأمل حالك يوم وضعك فى التراب، يوم أن تترك الأهل والأحباب، يوم أن تخلع أحسن الثياب، وترتدى ثياب الموتى .. وتذكر فقط القبور، فأهوالها كافية لجعلك تقبل على الآخرة، فتزهد فى الدنيا.

1 / 215