The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
प्रकाशक
مطبعة سفير
प्रकाशक स्थान
الرياض
शैलियों
وافر» (١).
وقد فهم الصحابة ﵃ ذلك، فعن سليمان بن مهران: بينما ابن مسعود ﵁ يومًا معه نفر من أصحابه، إذ مرّ أعرابي فقال: على ما اجتمع هؤلاء؟ قال ابن مسعود ﵁: «على ميراث محمد ﷺ يقسّمونه» (٢).
فميراث النبي ﷺ هو الكتاب والسنة، والعلم والاهتداء بهديه ﷺ؛ ولهذا توفي ﷺ ولم يترك درهمًا، ولا دينارًا، ولا عبدًا، ولا أمة، ولا بعيرًا، ولا شاة، ولا شيئًا، إلا بغلته، وأرضًا جعلها صدقة لابن السبيل.
وعن عائشة ﵂ قالت: «توفي النبي ﷺ ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير» (٣)، وهذا يبين أن النبي ﷺ كان يتقلَّل من الدنيا، ويستغني عن الناس؛ ولهذا لم يسأل الصحابة أموالهم، أو يقترض منهم؛ لأن الصحابة لا يقبلون رهنه، وربما لا يقبضون منه الثمن، فعدل إلى معاملة اليهودي؛ لئلا يضيِّق على أحد
من أصحابه -
_________
(١) أبو داود، ٣/ ٣١٧، برقم ٣٦٤١، والترمذي، ٥/ ٤٩، برقم ٢٦٨٢، وابن ماجه، ١/ ٨٠، برقم ٢٢٣، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، ١/ ٤٣، وانظر: صحيح البخاري حيث رواه معلقًا، قبل الحديث رقم ٦٨.
(٢) أخرجه الخطيب البغدادي بسنده في شرف أصحاب الحديث، ص ٤٥.
(٣) البخاري، برقم ٢٠٦٨ وكرره بفوائده في عشرة مواضع، ومسلم، برقم ١٦٠٣، وانظر: جميعها في مختصر البخاري للألباني ٢/ ٢١.
1 / 88