The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
प्रकाशक
مطبعة سفير
प्रकाशक स्थान
الرياض
शैलियों
المدينة أضاء منها كل شيء (١)، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن رسول اللَّه ﷺ الأيدي (٢)، وإنا لفي دفنه (٣) حتى أنكرنا (٤) قلوبنا» (٥).
وعن أنس ﵁ قال: قال أبو بكر ﵁ - بعد وفاة رسول اللَّه ﷺ - لعمر: انطلق بنا إلى أمِّ أيمن نزورها كما كان رسول اللَّه ﷺ يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ فما عند اللَّه خير لرسوله ﷺ، قالت: إني لأعلم أن ما عند اللَّه خير لرسوله ﷺ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها (٦).
_________
(١) أضاء منها كل شيء: أشرق من المدينة كل شيء. انظر: تحفة الأحوذي، ١٠/ ٨٧.
(٢) وما نفضنا: من النفض: وهو تحريك الشيء ليزول ما عليه من التراب والغبار ونحوهما. انظر: تحفة الأحوذي، ١٠/ ٨٨.
(٣) وإنا لفي دفنه: أي مشغولون بدفنه بعد. انظر: تحفة الأحوذي، ١٠/ ٨٨.
(٤) حتى أنكرنا قلوبنا: يريد أنهم لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه من الصفاء والألفة لانقطاع مادة الوحي، وفقدان ما كان يمدهم من الرسول ﷺ من التأييد والتعليم، ولم يرد أنهم لم يجدوها على ما كانت عليه من التصديق؛ فإن الصحابة ﵃ أكمل الناس إيمانًا وتصديقًا. انظر: تحفة الأحوذي، ١٠/ ٨٨.
(٥) الترمذي وصححه، ٥/ ٥٨٩، برقم ٣٦١٨، وأحمد، ٣/ ٦٨، برقم ١٣٣١٢، وابن ماجه، برقم ١٦٣١، وقال ابن كثير في البداية والنهاية: <إسناده صحيح على شرط الصحيحين"، ٥/ ٢٧٤، وانظر: صحيح ابن ماجه، ١/ ٢٧٣.
(٦) مسلم، برقم ٢٤٥٤، وابن ماجه، برقم ١٦٣٥، واللفظ من المصدرين. وانظر: شرحه في النووي، ١٦/ ٢٤٢.
1 / 85