ثم يجيب عن ذلك بقوله «أن ما قالوه في العصمة لا يدخل فيه هذا، فالمجمع عليه هو العصمة في التبليغ عن الله تعالى وعن تعمد عصيانه بعد النبوة». ثم يورد أقوالا في تحديد عصمة النبي ﷺ ومؤداها عدم عصمته ﷺ في الشؤون الدنيوية بخلاف الدينية منها. (١)
الرد:
يقصد الشيخ رشيد رضا ﵀ وغفر له، بقوله «هل كان النبي ﷺ وسلم معصوما من تصديق كل كاذب، فيعد تصديقه لحكاية تميم دليلا على صدقه فيها». هو التشكيك في صدق تميم الداري ﵁.
وأن قد يكون ما قاله للنبي ﷺ كذب، وأن القصة قد ألفها ونسجها من مخيلته، وأن لا وجود لها في الواقع ورواها للنبي ﷺ، والنبي ﷺ وبكل بساطة صدقها، لأنه غير معصوم من تصديق الكاذب، ثم جمع الناس وذكر لهم ما قاله تميم الداري له.
وقد نسى الشيخ رشيد رضا أو تناسى بأن من يتكلم عليه ويتهمه بالكذب على النبي ﷺ هو صحابي جليل مشهود له بالتقى والصلاح والعبادة، وغير متهم في دينه أو أمانته أو عدالته.
وهو بنفسه قد شهد له بذلك حيث قال «كان تميم الداري من عرب فلسطين «سوريا» وقد وصف بأنه راهب زمانه، وقد جاء هو وأخوه نعيم المدينة في آخر عهد النبي ﷺ سنة تسع من الهجرة وأسلما، وحدث هو النبي ﷺ بحكاية الجساسة الغريبة، وذكروا أنه كان بعد إسلامه من العباد
(١) المصدر نفسه.