The Crusade against the Islamic World and the World
الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم
प्रकाशक
صوت القلم العربي
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
प्रकाशक स्थान
مصر
शैलियों
العالم، الذين نجد تعاطفهم مع القضية الفلسطينية واضحًا في البلدان الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا .. الخ.
موقف البروتستانت من اليهود
عندما ظهر المذهب البروتستانتي على يد (مارتن لوثر) في القرن السادس عشر، قلب الموقف الكاثوليكي رأسًا على عقب، من خلال التغيرات اللاهوتية التي جاء بها والتي روجت لفكرة أن اليهود أمة مفضلة وأكدت على ضرورة عودتهم إلى أرض فلسطين، كمقدمة لعودة المسيح المنتظر وبزوغ فجر العصر الألفي السعيد. وقد كان من أهم الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه التغيرات اللاهوتية، هو ما دعا إليه لوثر من وجوب إقامة الحقيقة الدينية على أساس الفهم الشخصي دون الخضوع لفهم رجال الدين لها. فأصبح كل بروتستانتي حر في دراسة الكتاب المقدس وتفسيره، واستنتاج معنى النصوص بشكل فردى مع عدم الاعتراف بأن فهم الكتاب المقدس وفقًا على رجال الكنيسة وحدهم. وهذا الوضع أدى إلى فتح الباب على مصراعيه أمام أصحاب البدع والأضاليل، مما أدى إلى تعدد الفرق البروتستانتية نفسها حتى وصل عددها الآن إلى أكثر من ٢٠٠ فرقة في مذهب لم يتعدَ وجوده أكثر من أربعة قرون! (١).
كما أنه في ظل هذا المذهب ازداد الاهتمام بالعهد القديم (التوراة) تحت شعار العودة إلى الكتاب المقدس باعتباره مصدر العقيدة النقية، مع عدم الاعتراف بالإلهامات والتعاليم غير المكتوبة التي يتناقلها الباباوات الواحد عن الآخر، والتي تعتبر مصدرًا مهمًا من مصادر العقيدة المسيحية. وهكذا أصبح العهد القديم يشكل جزءًا مهمًا من مصادر العقيدة البروتستانتية، فأصبح هو المرجع الأعلى للسلوك والاعتقاد، ومصدرًا للتعاليم الخلقية والمعلومات التاريخية أيضًا، حيث أن العهد القديم يتكون من ٣٩ سفرًا يذهب أغلب الباحثين إلى أنه لا يمكن نسبة إلا خمسة أسفارـ تجاوزًا - إلى سيدنا موسى، أما الباقية فهي عبارة عن سجل لتاريخ بنى
_________
(١) قصة الديانات - سليمان مظهر - ص ٢٣١ - الوطن العربى، ١٩٨٤
1 / 43