81

The Correct Say in Responding to Those Who Deny the Division of Tawheed

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

प्रकाशक

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

प्रकाशक स्थान

مصر

शैलियों

والتكفير هو من الوعيد. فإنَّه وإن كان القول تكذيبًا لما قاله الرسول ﷺ لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئًا. وكنت دائمًا أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: "إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في اليم، فو الله لإن قدر الله عليَّ ليعذبني عذابًا ما عذبه أحدًا من العالمين. ففعلوا به ذلك فقال الله له: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك، فغفر له". فهذا رجل شكَّ في قدرة الله، وفي إعادته إذا ذُري، بل اعتقد أنَّه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلًا لا يعلم ذلك، وكان مؤمنًا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك، والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول ﷺ أولى بالمغفرة من مثل هذا"١. فانظر إلى شدة تحريه ودقة كلامه في هذه المسألة، وشدة ورعه وعدله فيها، والنقول عنه في مثل ما تقدم كثيرة جدًا يعلمها من يطالع كتبه ومؤلفاته، ولولا خشية الإطالة لنقلت منها الكثير. ومع ذلك لم يسلم ﵀ من هذا الكاتب وأمثاله ممن يلمزونه بأنَّه يكفِّر المسلمين، وأحسب أنَّ الأمر من قبيل ما قيل: "رمتني بدائها وانسلت" إذ أهل البدع هم المتسرعون في التكفير، وهم

١ الفتاوى (٣/٢٢٩٢٣١) .

1 / 86