ويجب على جميع الأمَة اتَباعهُ وتحكيمُه مع ما صَح من السنَّة عن النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأَنَّ الله بَعَث رسوله إِلى جميع الثقلين؛ ليبين لهم ما أَنزله إِليهم، قال تعالى:
﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: ٤٤] (١) .
وأَهل السنة والجماعة: يؤمنون بأَنَّ القرآن كلام الله- حروفه ومعانيه- منه بدأَ وإليه يعود، مُنَزلٌ غير مخلوق، تَكَلَم الله به حقا، وأَوحاه إِلى جبريل؛ فنزل به جبريل- ﵇ على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أَنزله الحكيم الخبير بلسان عربي مبين، ونُقل إِلينا بالتواتر الذي لا يرقى إِليه شك، ولا ريب، قال الله تعالى:
﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ - بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥] (٢) .
والقرآن الكريم: مكتوب في اللوح المحفوظ، وتحفظه الصدور، وتتلوه الأَلسن، ومكتوب في الصحف، قال الله تعالى:
(١) سورة النحل: الآية، ٤٤.
(٢) سورة الشعراء: الآيات، ١٩٢ - ١٩٥.