100

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

प्रकाशक

دار التدمرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

शैलियों

فأمر بتدبر الكتاب كله) (١).
والوجهان - كما ذكرهما الشيخ محمد ﵀ نعلمهما من جهة المعنى، فنعلم معانيها ونفهمها ونتدبرها ونعرف ربنا بها ونعرف مراده من هذه الأخبار، ونعرف مراده من الإخبار عن اليوم الآخر، ولكن لا نعلمها من جهة حقائقها وكيفياتها، فلا يلزم من العلم بمعنى الشيء إجمالا الإحاطة به.
وهذا كثير، ولعله يكون حتى في المحسوسات فالشمس نعلمها ونعرفها ويراها الناس، لكن هل يحيط الناس بها؟ وهل يحيط الناس بحقيقتها وما هي عليه كما خلقها الله؟ قد يعرفون أشياء لكن هل يعرفون حقيقة الشمس على ما هي عليه كما خلقها الله ﷾؟
والشيخ ﵀ في التدمرية (٢) ضرب مثلًا للعجز عن معرفة الكيفية بالروح؛ فهذه الروح التي في الناس وبها حياتهم ولها شأن وصفات وهي معروفة، ومع ذلك لا يدرك الناس كنهها أبدًا، والعقول عاجزة عن تكييفها، فإذا كانت العقول عاجزة عن تكييف الروح فهي عن تكييف ذات الرب وصفاته أعجز.
وذكر شيخ الإسلام في القاعدة الخامسة الدليل على الوجه الأول، وهو نفس ما ذكره الشيخ محمد فذكر آيات التدبر: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " [محمد: ٢٤]، وقوله تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا " [النساء: ٨٢]، وقوله تعالى: " أفلم يدبروا القول " [المؤمنون: ٦٨]، وقوله تعالى: " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته " [ص: ٢٩]، ثم قال: (فأمر بتدبر الكتاب كله) (٣).

(١) التدمرية (ص ٢٥١).
(٢) التدمرية (ص ١٦٩).
(٣) التدمرية (ص ٢٥١).

1 / 107