87

The Clearest Exegesis

أوضح التفاسير

प्रकाशक

المطبعة المصرية ومكتبتها

संस्करण संख्या

السادسة

प्रकाशन वर्ष

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

शैलियों

﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ﴾ تقتلونهم. والحس: القتل والاستئصال ﴿بِإِذْنِهِ﴾ بأمره وإرادته وقدرته ﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ﴾ جبنتم وضعفتم ﴿مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ﴾ من النصر والظفر والغنيمة، وانهزام العدو في مواقع عدة ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا﴾ الغنيمة؛ فترك مراكز القتال؛ ليفوز بها ﴿وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾ وثوابها؛ فثبت في مراكزه حتى قتل؛ وفاز بالأجر والشهادة؛ وأنعم بهما من سعادة ﴿ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ﴾ ردكم عن الكفار بالهزيمة ﴿لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾ ليختبركم بالمصائب، وليظهر ثباتكم على الإيمان
﴿إِذْ تُصْعِدُونَ﴾ الإصعاد: الذهاب في صعيد الأرض، أو الإبعاد فيه. والصعيد: ما على وجه الأرض من تراب وحجر ونحوهما. والمعنى: تستبقون إلى الهرب في مستوى الأرض، وفي بطون الأودية والشعاب. وقيل: هو من الصعود؛ وأنهم صعدوا هاربين في أُحد ﴿وَلاَ تَلْوُونَ﴾ لا تلتفتون ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ﴾ يناديكم وأنتم منهزمين: إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله ﴿فَأَثَابَكُمْ﴾ جزاكم ﴿غُمًّا﴾ هزيمة ﴿بِغَمٍّ﴾ أي مقابل غمكم للرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه، ومخالفتكم أمره. أو المعنى: غمكم بالهزيمة في أحد، مقابل غم الكافرين وهزيمتهم ببدر وهو كقوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾
﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ الْغَمِّ﴾ والهزيمة ﴿أَمَنَةً نُّعَاسًا﴾ أي أنزل تعالى على المؤمنين الأمن، وأزال عنهم الخوف حتى نعسوا ﴿يَغْشَى﴾ هذا النعاس ﴿طَآئِفَةٌ﴾ جماعة ﴿مَّنكُمْ﴾ وهم الذين كانوا مع الرسول في القتال، وعملوا بأمره، ولم تلههم الغنائم عن طاعته: فنعسوا من كثرة ما أمنوا. والنعاس في القتال: أمن من الله ورحمة، وفي الصلاة: من الشيطان ﴿وَطَآئِفَةٌ﴾ أخرى؛ وهم الذين خالفوا أمر الرسول، وانصرفوا إلى الغنائم؛ فتقدم المشركون وأثخنوا المؤمنين. وهذه الطائفة ﴿قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ والمحافظة على حياتهم؛ فهم من حذر الموت، وخشية القتل في شغل ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ﴾ الظن ﴿الْحَقِّ﴾ ويتوهمون أنه تعالى لا ينصر محمدًا ﴿ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ الأولى، الذين كانوا يشركون بالله، ولا يعرفون ربًا يعتمدون عليه، ويكلون أمورهم إليه ﴿يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِم﴾ من النفاق ﴿مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ﴾ وذلك لأنهم كانوا يبدون للرسول الإسلام - وهم برآء منه - والحرص على الجهاد - وهم بعداء عنه ـ. ⦗٨٢⦘ ﴿لَبَرَزَ﴾ خرج ﴿الَّذِينَ كُتِبَ﴾ قضى ﴿عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾ مصارعهم ﴿وَلِيَبْتَلِيَ﴾ يختبر ﴿مَا فِي صُدُورِكُمْ﴾ من إيمان وإخلاص، أو كفر ونفاق ﴿وَلِيُمَحِّصَ﴾ يميز حقيقة ﴿مَا فِي قُلُوبِكُمْ﴾ من حب له، وتفان في سبيله، أو حب للذات، وتفان في الملذات ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ بما في القلوب

1 / 81