The Clear Statement on the Biography of the Master of the Messengers
القول المبين في سيرة سيد المرسلين
प्रकाशक
دار الندوة الجديدة بيروت
प्रकाशक स्थान
لبنان
शैलियों
أصاب الكعبة سيل جارف صدع جدرانها، فهدمتها قريش بعد تردد، ثم أعادت بناءها، حتى إذا وصلوا إلى مكان الحجر الأسود اختلفوا وكادت تنشب بينهم حرب طاحنة لولا أنهم احتكموا إلى أول داخل من باب الصفا، فكان هذا الداخل محمد بن عبد الله ﷺ وهو المعروف لديهم بالأمين. فاستبشروا به وحكموه فيما شجر بينهم.
فرأى بحكمته أن يضع الحجر في ثوب، ثم طلب إلى رؤساء القبائل المتنازعة أن يرفعوه، ثم وضعه بيده في مكانه١.
_________
١ مختصر من سيرة ابن هشام ١/ ٢٠٤- ٢٠٩، و"الروض الأنف" ١/ ٢٢٥، و"المواهب اللدنية" ١/ ١٩٣، وغير ذلك.
ولم يسند ابن إسحاق هذه الرواية بإسناد معتبر، فتارة يقول: حدثني بعض من يروي الحديث، ومرة يقول: حُدِّثنا، وثالثة يقول: زعم بعض أهل الرواية.
وأنا أنقل هنا أصح ما جاء في ذلك من الروايات المسندة:
أ- عن جابر قال: لما بُنيت الكعبة، كان العباس والنبي ﷺ ينقلان من الحجارة فقال العباس: اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء، فقال: "إزاري إزاري" فقام فشد عليه إزاره.
أخرجه أحمد ١/ ٣٨٠، والبخاري رقم "١٨٥٢"، ومسلم "٣/ ١٢١" وغيرهم.
وجابر وإن لم يشهد الواقعة، فلعله سمع ذلك من العباس أو ممن يثق به.
ب- عن عبد الله بن السائب قال:
كنت فيمن بنى البيت، وأخذت حجرًا فسويته ووضعته إلى جنب البيت، وإن قريشًا اختلفوا في الحجر حين أرادوا وضعه، حتى كاد أن يكون بينهم قتال بالسيوف، فقالوا: اجعلوا بينكم أول رجل يدخل من الباب.
فدخل رسول الله ﷺ وكانوا يسمونه الأمين -في الجاهلية- فقالوا: قد دخل الأمين، يا محمد قد رضينا بك.
فدعا بثوب فبسطه ... -فذكر مثل ما عند ابن إسحاق.
أخرجه أحمد، كما في "المجمع" ٣/ ٢٩٢، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٤٥٨، وأبو نعيم في "الدلائل" ص١٧٥، وغيرهم بسند رجاله ثقات، لكن هلال بن خباب أحد رواته تغير حفظه في آخر أمره.
ج- عن علي بن أبي طالب:
-وذكر حديثًا طويلًا فيه جميع ما جاء عند عبد الله بن السائب-...... =
1 / 29