243

The Biography of the Prophet as Narrated in Authentic Hadiths

السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

प्रकाशक

مكتبة العبيكان

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

शैलियों

كلما أغاروا على مسلم ضعيف لم يجدوه .. لم يجدوا في بيته سوى الجدران .. سوى الرياح تنوح داخله باكية تبحث عن أحبتها فلا تجدهم، أما الأبواب فكانت تصطفق تضطرب كقلب عاشَق مهجور .. فلن تعانق بعد اليوم تلك الأيادي المتوهجة بالوضوء. ما الذي حدث يا مكة .. ماذا فعلت بك تلك الرؤيا التي رآها رسول الله ﷺ: رؤيا رآها ﷺ، فأسر بها إلى أصحابه المثقلين بقيود قريش. قال لهم: (إني أريت دار هجرتكم، ذات نخل بين لابتين - وهما الحرتان (١) .. فهاجر من هاجر قِبَلَ (٢) المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قبل المدينة. فقال رسول الله ﷺ: "على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي". فقال أبو بكر ﵁: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال ﷺ:"نعم". فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ﷺ ليصحبه، وعلف (٣) راحلتين كانتا عنده: ورق السمر (٤) -وهو الخبط- أربعة أشهر) (٥). جاءت هذه الرؤيا تبعث الأمل من جديد .. بعد أن ضاقت مكة واصطكت جبالها على الموحدين .. بعد أن أصبح الموت يتلصص عليهم .. يرقبهم في الزوايا والممرات متوثبًا يريد الفتك بهم وبدينهم .. فلم المكوث في هذا الاختناق.

(١) الحرة أرض ذات حجارة سوداء كأنها أحرقت بالنار. (٢) نحو .. (٣) أطعمها العلف. (٤) شحرة الطلح. (٥) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٩٠٥).

1 / 245