" ولا فيما لا يملك ابن آدم "١ رواه أبو داود، وإسناده على شرطهما٢.
وقوله: (ولا فيما لا يملك ابن آدم) الذي لا يملكه ابن آدم يحتمل معنيين الأول: ما لا يملك فعله شرعا، كما لو قال: لله علي أن أعتق عبد فلان، فلا يصح لأنه لا يملك إعتاقه. الثاني: ما لا يملك فعله قدرا، كما لو قال: لله علي نذر أن أطير بيدي، فهذا لا يصح لأنه لا يملكه. والفقهاء ﵏ يمثلون بمثل هذا للمستحيل.
ويستفاد من الحديث: أنه لا يذبح بمكان يذبح فيه لغير الله، وهو ما ساقه المؤلف من أجله، والحكمة من ذلك ما يلي:
الأول: أنه يؤدي إلى التشبه بالكفار.
الثاني: أنه يؤدي إلى الاغترار بهذا الفعل، لأن من رآك تذبح بمكان يذبح فيه المشركون ظن أن فعل المشركين جائز.
الثالث: أن هؤلاء المشركين سوف يقوون على فعلهم إذا رأوا من يفعل مثلهم، ولا شك أن تقوية المشركين من الأمور المحظورة، وإغاظتهم من الأعمال الصالحة، قال الله تعالى: ﴿وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئًا يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ ٣.
١ مسلم: النذر (١٦٤١)، والنسائي: الأيمان والنذور (٣٨١٢)، وأبو داود: الأيمان والنذور (٣٣١٦)، وابن ماجه: الكفارات (٢١٢٤)، وأحمد (٤/٤٣٠،٤/٤٣٢)، والدارمي: النذور والأيمان (٢٣٣٧) والسير (٢٥٠٥) .
٢ رواه: أبو داود (كتاب الأيمان والنذور، باب ما بؤمن به من الوفاء بالنذر، ٣/٦٠٧) - وسكت عنه-، والبيهقي في "السنن" (١٠/٨٣)، والطبراني في "الكبير" برقم (١٣٤١) . وصححه ابن حجر في "التلخيص" (٤/١٨٠) .
٣ سورة التوبة آية: ١٢٠.