271

The Approach of Sheikh Abdul Razzaq Afifi and His Efforts in Establishing Creed and Responding to Opponents

منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين

शैलियों

قال الشيخ الألباني ﵀ بعد نقله للكلام السابق-: "يعنى - والله أعلم - أنه شرك لفظي وليس شركا اعتقاديًا، والأول تحريمه من باب سد الذرائع، والآخر محرم لذاته، وهو كلام وجيه متين" (١).
وما ورد في بعض الأحاديث من الحلف بالآباء كما جاء في بعض الأحاديث، كقول النبي ﷺ: (أَفْلحَ وأبيه إنْ صدَق) (٢)، وقد أجاب عن ذلك العلماء بأقوال:
الجواب الأوّل: أن هذا وأمثاله لا يُقصد به اليمين، وإنما يجري على الألسنة من غير قصد اليمين.
والجواب الثاني: أن بعض العلماء أنكر هذه اللفظة، وقال: إنها لم تثبت في الحديث; لأنها مناقضة للتوحيد، وما كان كذلك; فلا تصح نسبته إلى رسول الله ﷺ، فيكون باطلا.
الجواب الثالث: أنها تصحيف من الرواة، والأصل: (أفلح إن صدق) (٣). وكانوا في السابق لا يشكلون الكلمات، و(أبيه) تشبه، (الله) إذا حذفت النقط السفلى.
الجواب الرابع: أنّ هذا كان قبل النّهي، فكان في الأوّل يجوز الحلِف بغير الله، وبعد ذلك نُهي عن الحلِف بغير الله، فقوله: (أفلح وأبيه) وأمثاله يكون منسوخًا بالنّهي عن الحلف بغير الله، وهذا هو الراجح.
والشاهد: أن الحلف بغير الله من اتّخاذ الأنداد لله ﷾، لأنّ النّد معناه: النّظير والشّبيه، فالذي يحلف بغير الله يجعل المحلوف به نِدًّا لله وشبيهًا لله ﷾ (٤).

(١) سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٢١٧).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الأيمان، باب الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام، برقم (١١) عن طلحة بن عبيد الله ﵁.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب الزكاة من الإسلام ... برقم (٤٦).
(٤) ينظر: إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (٢/ ١٦٢)، الجديد في شرح كتاب التوحيد (١/ ٣٦٣)، القول الرشيد في أهم أنواع التوحيد لسليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان (١/ ٢٤)، تيسير العزيز الحميد. ط مكتبة الرياض (١/ ٥٢٧)، فتح الباري (١/ ١٠٧)، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (٢/ ٢١٦)، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز ﵀: " أن هذه - أَفْلح وأبيه إنْ صدَق- رواية شاذة مخالفة للأحاديث الصحيحة لا يجوز أن يتعلق بها وهذا حكم الشاذ عند أهل العلم وهو ما خالف فيه الفرد جماعة الثقات، ويحتمل أن هذا اللفظ تصحيف كما قال ابن عبد البر ﵀ وأن الأصل أفلح والله فصحفه بعض الكتاب أو الرواة، ويحتمل أن يكون النبي ﷺ قال ذلك قبل النهي عن الحلف بغير الله، وبكل حال فهي رواية فردة شاذة لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتشبث بها ويخالف الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الحلف بغير الله وأنه من المحرمات الشركية" مجموع فتاوى ابن باز (٣/ ١٤٣).

1 / 271