ثبت مؤلفات الألباني
ثبت مؤلفات الألباني
प्रकाशक
دار ابن الجوزي
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٢هـ
प्रकाशक स्थान
الدمام
शैलियों
"ثَبَتُ"
مُؤلَّفَاتِ الْمُحَدِّثِ الْكَبِيرِ الإِمَامِ:
مُحَمَّدٍ نَاصِرِ الدِّينِ الأَلْبَانِيّ الأَرْنَؤوطِيّ
(١٣٣٢ - ١٤٢٠هـ) ﵀
[قَائِمَةٌ شَامِلَةٌ لِـ: كُتُبِهِ، وَلِمَنْ كَتَبَ عَنْهُ، مِمَّنْ وَافَقَهُ، أَوْ خَالَفَهُ]
مع بيان سِمات كتبه، ومنهجه في التصنيف
جَمَعَهَا وَأَعَدَّهَا
عَبْدُاللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْشَّمْرَانِيّ
[المقدمة]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران] . ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [النساء] . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ [الأحزاب] .
أما بعد (١):
_________
(١) هذه هي خطبة الحاجة التي كان النبي ﷺ يعلمها أصحابه ﵃، وهي في الابتداء عامة، في خطبة النكاح، وغيرها، وهي مروية عن: ابن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وابن عباس، وغيرهم ﵃.
وقد أخرجها: أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وغيرهم.
انظرها مخرجة، تخريجًا، علميًا، متقنًا، في جزء حديثي، باسم:
"خطبة الحاجة" لفضيلة محدث الأمة: محمد ناصر الدين الألباني ﵀.
1 / 1
فهذا "ثَبَتٌ" (١) بما وقفتُ عليه من:
مؤلفات، وتحقيقات، وتخريجات، وتعليقات، وردود، ومقالات، وفهارس محدث عصره:
الإمام، المجاهد بقلمه (٢):
أبي عبد الرحمن، محمد ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري (٣)، الألباني، الأرنؤوطي (٤) .
الحنفي (قديمًا) (٥)، ثم الإمام المجتهد (بعد) .
المولود بـ: "أشقودرة"، عام: (١٣٣٢هـ) .
والمتوفى بـ: "عمَّان "، عام (١٤٢٠هـ) .
وقد نشرْته - لأوّل مرة - في أوّل سنة (١٤٢١هـ)، فلاقى قبولًا حسنًا، ولله الحمد والمنة.
وقد وضعت عنواني في "النشرة" حتى يتسنى لمن لديه استدراك أن يراسلني وحصل ذلك ولله الحمد.
وقد عزمت أمري على إخراجه مرة ثانية، بزياداتٍ - كثيرةٍ - لم تكن في "النشرةِ الأولى"، وغيَّرت في صورته العامة، حتى خرج بهذه الصورة.
[خطة البحث]
قسمت البحث إلى: مقدمة، وخمسة فصول، وملاحق، على النحو الآتي:
المقدمة: وذكرت فيها:
ـ خطة البحث.
ـ مصادر "الثَّبَت": وذكرت فيه: المصادر التي رجعت إليها في ذكر مؤلفات الشيخ ﵀.
الفصل الأوّل: مصادر ترجمة الشيخ ﵀.
الفصل الثاني: "ثَبَت" الشيخ.
وهو مقصودي من هذا العمل.
وفيه تمهيد، وأربعة مباحث:
التمهيد: وذكرت فيه المنهج الذي سرت عليه في: "الثَبَت".
المبحث الأوّل: "ثَبَت" مؤلفاتِ الشيخ.
_________
(١) "ثَبَتٌ" بالتحريك، أمَّا "الثَّبْت" بالسكون فمن ألفاظ التعديل. انظر: ''فهرس الفهارس'' (١/٦٨ - ٦٩) للكتاني.
(٢) هذا هو الغالب في حياة الشيخ، وإلا فقد كان مجاهدًا بلسانه، ومناظرًا لأهل البدع، وكانت له دروسه المشهودة في: العقيدة، والحديث، والفقه.
(٣) ''أشقودرة'' عاصمة ''ألبانيا''، وبها ولد الشيخ ﵀، بل كان ينتسب إليها (قديمًا)، كما في هامش: ''الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي'' (ص ٦٤) .
(٤) انظر (ص ١٥) .
(٥) كان الشيخ - قديمًا - ينتسب إلى مذهب ''الحنفية''، وانظر (ص ١٦) .
1 / 2
المبحث الثاني: ”تتمةٌ” حول ”مؤلفات” الشيخ.
المبحث الثالث: تنبيه على ما ذكره الشيباني في: ”حياة الألباني”، فيما يتعلق بـ: ”ردود” الشيخ.
المبحث الرابع: سِمَات كتب الشيخ.
الفصل الثالث: ”مقالات” الشيخ.
مدخلٌ لـ: ”مقالاتِ” الشيخ.
”مقالاتُ” الشيخ.
الفصل الرابع: كتبٌ اهتمت بِعِلْمِ الشيخ، وبيان منهجه.
الفصل الخامس: كتبٌ اهتمت بـ: بالرَّدِّ على الشيخ ﵀، أو بالاستدراك عليه، أو بتعقبه في مسألة (أو مسائل) يخالفه مؤلفوها فيها.
الملاحق:
الملحق الأوّل: نماذج من ”خطِّ” الشيخ ﵀.
الملحق الثاني: ”تنبيهٌ” حول ما ورد في آخر كتيب: ”مجمل مسائل الإيمان العلمية”.
الملحق الثالث: ذكر فتاوى العلماء حول بعض الكتب.
الفهرس.
ثم عرضت هذا العمل - بعد الانتهاء منه - على بعض الأفاضل، للاستدراك والتعقيب؛ ومنهم:
فضيلة الشيخ: عبد الله بن مانع العتيبي، حَفِظَهُ اللهُ.
فأفادوني كثيرًا، جزاهم الله خيرًا.
ولا يفوتني أنْ أشكر أخانا الفاضل الكريم:
عبد العزيز بن عبد الله الغانم حَفِظَهُ اللهُ، لما قام به من مراجعةٍ عامة للكتاب في صورته النهائية.
وكما أشكر كل من كان له دورٌ في إتمام هذا العمل، وعلى رأسهم أخونا الشيخ الفاضل: ياسر بن عبد العزيز الثميري وفقه الله، الذي كان حريصًا على إصدار ”الثَّبَت”؛ لما فيه من خدمة جليلة لِعِلْمِ محدِّثِ الأمة الشيخ الألباني ﵀.
1 / 3
وأخيرًا فما في هذا "الثَّبَت"، هو كل ما وقفت عليه من مؤلفات الشيخ الألباني ﵀، بعد تعبٍ، وجهدٍ، وقد يكون فاتني شيءٌ، فلم أسعد بصحبة الشيخ ﵀ وأنا بعيدٌ عنه (١)، ولا أعلمُ من كتبه سوى المطبوع، ولكن أسأل الله أن يكون جمعي قريبًا من الكمال، ومن وجد على هذا "الثَّبَت" استدراكًا، أو تعليقًا، فليرسله إليّ مشكورًا مأجورًا، إنْ شاء الله.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ.
أعدَّه:
أبو محمد، عبد الله بن محمد، الحوالي الشمراني
الرياض [ص. ب: ١٠٣٨٧١ - الرمز: ١١٦١٦]
[مصادر "الثَّبَت"]
تتبعت مؤلفات الشيخ ﵀ من المصادر الآتية:
(١) مكتبتي الخاصة، حيث إنَّني - كعامة طلبة العلم - حريصٌ على اقتناء كتب الشيخ أوّلًا بأوّل.
(٢) مقدمات كتب الشيخ، وقد ذكر الكثير منها في مقدمة: "صحيح سنن ابن ماجه" (١/ط - ك) .
وقبل ذلك في مقدمة: "صحيح الجامع" (١/٥٨ - ٦٠) .
وفي بطون "كتبه" الإشارة إلى كثيرٍ منها.
(٣) وبينما أنا أتصفح أحد المواقع في الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" وجدتُ أنَّ أحد الإخوة ذكرَ الكثيرَ مِن كتبِ الشيخ، فأجادَ وأفادَ، وفاته الكثير، وقد استفدت منه.
(٤) كما استفدت من كتاب: "حياة الألباني"، للشيباني كثيرًا.
(٥) وسردَ الدكتور: عاصم بن عبد الله القريوتي، في: "كوكبة من أئمة الهدى" عددًا كبيرًا من مؤلفاته، فاستفدت منه أيضًا.
(٦) وبعد صدور الكتاب في "نشرته" الأولى علمت بأنَّ علي بن حسن قام بسرد مصنفات الشيخ في: "الأصالة" في العددين (٢١ - ٢٢) (١)، ولم أكنْ قد اطلعت عليه من قبل، فقمت بمقابلة ما جمعته على العددين المذكورين، فاستفدت مما زاد.
[تنبيه]:
ذكري لهذه "المصادر" هنا؛ يغني عن الإحالة إليها عند سرد مصنفات الشيخ، فمنها أنقل.
وأحيانًا أسمي مصدرًا منها، بقصد التنبيه على شيء سأذكره عن الكتاب.
والله الموفق.
**********
_________
(١) وأسأل الله ﷾ أنْ يجمعني به ﴿فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (٥٥)﴾ [القمر] .
1 / 4
الفصل الأوّل مصادر ترجمة الشيخ ﵀
[مصادر ترجمة الشيخ ﵀]
أفنى العلامة الألباني ﵀ حياته في خدمة حديث رسول الله ﷺ، جمعًا، وتخريجًا، ودراسة، وتصحيحًا، وتضعيفًا.
فكانت سيرته مؤهلة لأنْ تكون أرضًا خصبة، لمن أراد أن يكتب لنموذج من النماذج الإسلامية، التي تُذّكرُه بالسلف الصالح، واجتهادهم في الدفاع عن حديث رسول الله ﷺ.
وقد حظي "محدث عصره" بعددٍ لا بأس به من الكتب التي تناولت سيرته، أو جوانب منها، ولكن - وللأسف الشديد - الأمرَ ما زال بحاجة إلى عناية أكثر، ومن أجمل ما وقفت عليه كتاب: "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ للشيباني وسيأتي الكلام عليه.
إنَّ ... حياةَ الألباني ﵀ مليئةٌ بالكثير من الأحداث المثيرة، والتي هي بحاجة إلى دراسة بعمق، وتأنٍ لاستخلاص ما فيها من الدروس والعبر.
وهذه بعض النقاط التي يمكن أن تحتويها دراسة حياة الشيخ ﵀:
(١) إنَّ الشيخ أعجمي الأصل من: "ألبانيا"، وشعب "الألبان" ينتمي إلى "الأرنؤوط"، وقد هاجر مع أبيه "الحاج نوح" ﵀، إلى: "الشام".
فكيف أصبح هذا (الأعجمي)، محدث وقته؟
وكيف أصبح مرجعًا لـ "الأمة الإسلامية" في معرفة صحيح الحديث وضعيفه؟
_________
(١) وعلى أنَّه فاته بعض الكتب، إلاَّ أنَّ جمعه يُعد أكمل ما وقفت عليه.
1 / 5
وكيف سلّم (العربُ) لـ: (أعجمي) القول بالتصحيح والتضعيف (١)؟
(٢) كان هذا الرجل ابنًا لفقيهٍ حنفي، وكان هو كذلك حنفيًا، تتلمذ على المذهب الحنفي (٢)، ثم أصبح محدثًاُ مجددًا.
فكيف كان ذلك؟
وكيف ترك سبيل الفقه (تقليدًا)، ليسلك طريق الحديث (اجتهادًا)؟
وهل سلَّمَ له أبوه بذلك؟ أو دار بينهما خلاف؟
(٣) خرج الشيخ في وقتٍ سيطرت فيه المذاهب على الأمة، فما من عالمٍ إلا وله مذهبٌ فقهي يسير عليه، ويفتي - تقليدًا - من خلال أصوله.
فما موقفه من المتعصبين منهم؟ وما موقفهم منه؟
(٤) كانت حياة الشيخ في: ”الشام”، وفيه الكثير من البدع، وأهلها، بل التقى برؤوس دعاتها.
فهل جاملهم على ما بينهم من خلاف؟
أو ناظرهم، وألَّف في الردِّ عليهم؟
وهل سكتوا عنه؟ أو كادوا له، وسجنوه؟
(٥) كان الرجل فقيرًا سلك مهنة النجارة، ثم تركها، واستقر به الأمر إلى إصلاح الساعات (٣)، وهي أسوأ مهنة من حيث الربح.
فيكف رضي بها؟ وكيف انتقل من مهنة إصلاح الساعات، إلى محدثٍ ضليع خضعت لعلمه الأمة؟
_________
(١) أجاب أحد الأفاضل عن هذا السؤال بقوله:
(كما سلَّمَت لـ: البخاري، ومسلم من قبل) .
(٢) جاء في هامش: ’’الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي’’ (٢/٦٤):
(إنَّ الناظر في بعض كتبه القديمة يرى أنَّه كتب عليها: ’’من كُتُبِ محمد ناصر الدين بن نوح، الحنفي مذهبًا، الأشقودري مولدًا’’) .
(٣) تبًا لمن نبزَ الشيخ بهذه المهنة، وغمَزَه بذلك، فوالذي لا إله غيره: إنَّ مصلح ساعاتٍ نقي العقيدة، خيرٌ عند الله مِمَّن ابتدع في دين الله، وأنكر صفاته، وأنكر أنَّ الله في السماء، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، كما جاءت بذلك النصوص الصحيحة الصريحة، وخيرٌ من قبوري خَرِبٍ، جاحدٍ للتوحيد، مبغض لأهله، كائنًا من كان.
1 / 6
(٦) عُرِفَ الشيخ الألباني ﵀ بقلة شيوخه (١)، وبقلة إجازاته (٢) .
فكيف استطاع أن يُلِّم بالعلوم، ولا سيما (علم الحديث)، و(علم الجرح والتعديل)، على صعوبته؟
_________
(١) من زعم بأنَّ الشيخ الألباني ليس له شيوخ؛ فقد كَذَبَ ورب الكعبة.
(٢) قد يطعن البعض في الشيخ الألباني بأنَّه قليل الإجازات، وهذا ليس بمطعن إذ الإجازات أمرٌ ليس بالضروري في العصور المتأخرة؛ نظرًا لقلة - أو انعدام - السماع عند المشايخ الذي هو أصل الإجازات.
وعلماء الأمة في العصر الحاضر لم يعنوا بالإجازات كعناية العلماء السابقين أصحاب السماع والقراءة؛ ومن هؤلاء:
الإمامان الجليلان: عبد العزيز بن عبد الله آل باز، ومحمد بن صالح العثيمين رَحِمَهُمَا اللهُ.
والعلامة الدكتور: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حَفِظَهُ اللهُ.
وكذلك أكثر المشايخ كان على ذلك، والحمد لله رب العالمين.
وأعرف من تجاوزت إجازاتهم المائة بكثير، وهم ينفون عن الله ما أثبته لنفسه في ’’كتابه’’، وما أثبته له نبيه ﷺ.
ويقولون بأمور لم يأتِ بها الشرع، ولم تثبتْ بها الأدلة.
بل أعرف أناسًا عندهم عشرات الإجازات، وبأسانيد عالية، وهم يقولون:
(إنَّ الله في كل مكان) .
﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤٣)﴾ [الإسراء] .
وكَثْرَةُ الإجازات في (عصرنا) ليست دليلًا على شيء، سوى أنَّها (وصلة)، وسنة من سنن السلف.
وقد تساهل المجيزون في (عصرنا)، حتى إنَّ بعضهم أجازَ من يحلق لحيته، ومن أسبل إزاره، بل صار بعضهم يجيز بالهاتف، وبالمراسلة، وهو لا يعرف الشخص الْمُجَاز، ولاحاله.
وقد كنت في أوّل الطلب مولعًا بجمع الإجازات، حتى حصَّلت الكثير، ومن بلدان شتى، وبأسانيد عالية، ثم ظهر لي قلة فائدة ذلك، مع طول المدة التي قضيتها في الرحلة لتحصيل الإجازات، وسماع المسلسلات الضعيفة والموضوعة.
1 / 7
* وأخيرًا: فحياة الشيخ حافلةٌ بقصصٍ، وغرائب، وأحدث مثيرة، تصلح لمن يكتب في المجتهدين، والمصلحين، والصالحين، والزاهدين، والمحدثين، والفقهاء، والمجاهدين، والمصنفين، والعصاميين، ولكل من يكتب عن نماذج لمن سلك سبيل المؤمنين.
أعود لأقول: إنَّ ما كُتِبَ في حياة الشيخ على أهمية بعضه، ليس بقدر ما بذل الشيخ في حياته.
ويمكن لمن أراد أن يترجم للشيخ - ترجمة حافلة - أن يستقي ترجمته من خلال الآتي (١):
(١) مقدمات كتبه؛ حيث إنَّ الشيخ يذكر فيها بعض المواقف مع خصومه، أو غيرهم، ويذكر فيها بعض أسفاره، وبعض لقاءاته، وهي من أهم المصادر لأنَّها بقلمه.
وبطون (كتبه) كذلك، وإنَّما خصصت مقدماتها؛ لأهميتها وكثرة ما يورد
فيها، بخلاف بطون (كتبه) .
ومن أهمها السلسلتان: ”الصحيحة”، و”الضعيفة”، ثم ”إرواء الغليل”، وهكذا.
(٢) ثم يأتي بعد ذلك كتاب الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني: ”حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه”؛ وهو كتابٌ حافلٌ جدًا، ضَمَّنَهُ - زيادة على ترجمتهِ، ومؤلفاتهِ - الكثيرَ من: آرائهِ، ومسائلهِ، وفتاويهِ، وما انفردَ به، وبعضَ: المسائلِ، والفتاوى، والردودِ، والتعقباتِ، وبعضها - كـ: ”الرد على رسالة: (إباحة التحلي بالذهب المحلق) ”؛ لفضيلة الشيخ: إسماعيل الأنصاري ﵀ لا تجده في غير هذا الكتاب.
والكتابُ قد قُرِئ على المُتَرْجَم، وعلقَّ الشيخُ عليه، مما يضفي قيمة كبيرة للكتاب (٢) .
_________
(١) ما سأذكره هو على سبيل الحصر، ولا أعلم أنَّ للشيخ ترجمة (مفردة) في كتاب غير ما ذكرته، والله أعلم.
(٢) انظر: ’’حياة الألباني وآثاره’’ (١/١٩) .
1 / 8
ولكنَّه - كغيرهِ مِمَّا كُتِبَ في تراجم الأحياء - يحتاج إلى مراجعةٍ وإضافةٍ؛ لأنَّه كُتِبَ قديمًا، وطُبِعَ عام (١٤٠٧هـ)، أي قبل وفاة الشيخ ﵀ بـ: (١٣) سنة، وقد استجد في حياة المُتَرْجَم في هذه الفترة الكثير مما يجب أن يُدْرج في هذا الكتاب (١)، وليت مصنفه ينشط لذلك، ويولي كتابه هذا أهمية، فهو أجمعُ، وأحسنُ ما في الباب، وقد طُبِع من كتبِ الشيخ الكثير مِمَّا قاله عنه في كتابه: (مخطوط) .
(٣) ثم كتاب: ”علماء ومفكرون عرفتهم”؛ لمحمد المجذوب ﵀ (١/٢٨٧ - ٣٢٥)، وتكمن أهميته في كون الترجمة ناتجة عن إجابات الشيخ نفسه على أسئلةٍ، وجهها إليه المجذوب، وإنَّما جعلتُ كتابَهُ في الدرجة الثالثة؛ لأنَّ ما قيل فيه لا يشمل جميع جوانب حياة الشيخ؛ إضافة إلى كون الترجمة قديمة جدًا.
(٤) وقد اطلعت على رسالة لطيفة كتبها - منذ زمن - أحد تلاميذ الشيخ، وهو الدكتور: عاصم بن عبد الله القريوتي.
(٥) ثم نشرَ كتابًا حافلًا باسم: ”كوكبة من أئمة الهدى ومصابيح الدجى”؛ ضمنه تراجمَ (ستةٍ) من العلماء المعاصرين، منهم: الإمام ”الألباني”، وتظهرُ أهمية هذه الترجمة؛ لكونها بقلم أحد كبار تلاميذه، العارفين به.
(٦) وللشيخ الفاضل: محمد عيد العباسي حَفِظَهُ المَوْلى، وعلي خشان: ”ترجمة موجزة لفضيلة الشيخ الألباني”.
(٧) وله تراجم في بعض المصادر؛ منها:
جريدة: ”صوت العرب تسأل ومحدث الشام يجيب”.
_________
(١) سُئِلَ الشيخ: هل عندكم زيادة عمَّا كتبه الأخ الشيباني بالنسبة لحياتكم الشخصية؟
فأجاب: (ليس عندي زيادة، وما كتبه فيه الكفاية) .
جاء ذلك في حوارٍ أجرته معه مجلة: ’’البيان’’ عدد (٣٣)، (ص ١٣) .
وهذا من تواضع الشيخ ﵀ فلمْ يحبَّ أنْ يُتَرْجَم له أكثر من ذلك.
1 / 9
مقدمة كتاب: ”ردع الجاني المتعدي على الألباني” (١)؛ لطارق بن عوض الله بن محمد ...
(٨) وسمعتُ محاضرة قيِّمةً جدًا؛ لأخينا صاحب الفضيلة الشيخ الداعية المتفنن: محمد صالح المنجد - حَفِظَهُ اللهُ - بعنوان: ”أحداث مثيرة في حياة العلامة الألباني” في شريطين، جاء فيهما ما يجعلهما (مرجعًا أصليًا) من مراجع ترجمة الشيخ.
وكانت طريقة عرضه للمحاضرة جيدة.
وجاء فيها صورٌ عن: ورع الشيخ، وهمته، وجده في الطلب، وعبادته، ورقته، وبكائه من خشية الله (٢)، واحتسابه، ومناظراته، ومزاحه، وكرمه، وسخائه، وفيه ما لم يردْ في جميع المصادر السابقة.
ومما فيه: كلامه على طلاب الشيخ، وأنَّهم على ثلاث طبقات، فارجع إليه.
_________
(١) ويبدو أنَّ غالب ما فيه من كتاب: ’’حياة الألباني’’؛ للشيباني، وقد أشار المؤلف إلى المواضع التي أخذ منها.
ثم وقفتُ - مؤخرًا - على ثلاث رسائل:
الأولى باسم: ’’صفحات بيضاء من حياة الإمام محمد ناصر الدين الألباني’’،
ومعها: ’’قطف الثمار بآخر ما حدّث به شيخنا الألباني من أخبار’’؛ لعطية بن صدقي علي.
والثانية باسم: ’’صفحات مشرقة من حياة شيخنا الألباني ودوره في الدفاع عن الحديث النبوي وتأصيل المنهج السلفي’’؛ لإبراهيم خليل الهاشمي.
والثالثة باسم: ’’محدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني’’؛ لسمير بن أمين الزهيري.
وهناك الكثير من المقالات التي كُتِبَت في: ’’الصحف’’، و’’المجلات’’، (ولا سيما الإسلامية)، لم أرَ الإشارة إليها.
وقد ذكر الأخ: نور الدين طالب جملة منها في آخر: ’’مقالات الألباني’’ (ص ١٧٣ - ٢٤٣) .
وفي: مقدمة: ’’السنن الأربعة’’ التي نشرتها ’’بيت الأفكار الدولية’’ ترجمةٌ مختصرة للشيخ.
(٢) وأكد المحاضر - حَفِظَهُ اللهُ - في هذا الموضع أنَّ ما عُرِفَ عن الشيخ من شدةٍ، وقسوةٍ في ردوده، بأنَّ ذلك لم يكن غالب حاله، واستشهد على ذلك ببعض المواقف التي حدثت للشيخ.
1 / 10
علمًا بأنَّ المحاضرَ لم يكنْ منهجه السرد التقليدي للسيرة، كما هو شأن غالب كتب التراجم، بل ما يكاد يخلص من حادثة للشيخ إلا ويستخلص منها الدروس والعبر، وللمُحَاضِر لمساتٌ تربويةٌ في المحاضرة، عالج فيها قصور بعض الجوانب لدى طلبة العلم، من خلال سيرة الشيخ الألباني.
(٩) ثمّ إنَّ أصحاب الشيخ، وتلاميذه القدماء (وهم أحياء)، عندهم الكثير عن حياة الشيخ الألباني، وجهاده، ويعرفون الكثير من أخباره، التي لم تُدوّن بعد.
فهم مصدرٌ مهمٌ - لا يُغفل عنه - من مصادر ترجمة الشيخ.
وإلى الآن لم أرَ كتابًا مبسوطًا كُتب بعد وفاة الشيخ (١) ﵀ علمًا بأنَّ من يدّعي محبته والتتلمذ عليه كثير، ومطبوعاتهم أكثر، وما ينشرونه من أوراق في الدفاع عما حكم عليهم به، يدل على وفرة الوقت عندهم، فهلا كان للشيخ شيءٌ من الوقت.
وقد وعد بعض الناس - منذ زمن بعيد - ممن لهم اعتناء بالشيخ الألباني أنَّ لهم تآليف فيه سيخرجونها، وحتى الآن لم نرَ شيئًا.
وأخشى أن يقول أحدٌ بأنَّ هذا من العقوق لشيخهم، والله المستعان (٢) .
[تنبيه]:
المنهج العلمي للشيخ:
ما ذكرته هي مصادر ترجمة الشيخ ﵀، أما منهجه العلمي، وطريقته العلمية، وفكره، فليس لها سوى المصدر الأوّل، كمصدر أساس للباحث، فمؤلفاته - على كثرتها - خير من يتحدث عنه. مع مراعاة (المتقدم)، و(المتأخر) حال التعارض.
أما باقي المصادر فهي فرعية، بالنسبة للأوّل، والله الموفق.
_________
(١) جاء في: ''كوكبة من أئمة الهدى'' (ص ١٨٥)، أنَّ: زكي صلاحي، يحضر للدكتوراة عن (الألباني)، في جامعة ''كاليكوت''، بـ: ''الهند''.
(٢) وفي الوقت نفسه - عند وفاة شيخ الإسلام الإمام: عبد العزيز بن باز ﵀ رأينا ما لا يحصى من المقالات التي نُشِرَت في: المجلات، والصُّحف اليومية، والأسبوعية، ناهيك عن مجلداتٍ عدة خرجت - وما زالت - عن حياة الشيخ، وعلمه، ومواقفه، و... حتى إنَّ بعضهم تركوا مشروعاتهم العلمية، وتحقيقاتهم؛ لأجل التفرغ لما هو أولى، وأبرّ بشيخهم، وإن كان ذلك لا يجني لهم الربح في الدنيا.
وفي هذه الأيام - أواخر (١٤٢١هـ) - فقدت الأمة سيد فقهاء عصره، الإمام: محمد بن صالح بن عثيمين ﵀، وسنرى ما يفعله تلاميذه من بعده.
فهلاَّ اقتدى القوم بهم؟
1 / 11
الفصل الثاني: "ثَبَتُ" مؤلفات الشيخ
وفيه: تمهيد وأربعة مباحث
التمهيد: المنهج الذي سرت عليه في: "الثَّبَت"
[المنهج الذي سرت عليه في: "الثَّبَت"]
في أثناء تتبع كتب الشيخ ﵀ كنت أدون بعض الملحوظات على الكتاب؛ كـ: سبب التأليف، وذكر القصة في ذلك إنْ وُجِدت، وتاريخ الطبع، وعدد الطبعات، والناشر، وحجم الكتاب، مع بعض الملامح العامة عن الكتاب، ثم بدا لي أنَّ ذلك يطول، ويفوت مقصودي.
فاتخذت في ذلك منهجًا (مختصرًا)، حتى لا يطول الكتاب، ولا سيما أنَّ كُتب الشيخ في متناول طلبة العلم، وبإمكانهم تلمس الفائدة منها مباشرة.
والكلام عليها تفصيلًا غير مناسب، ومكانه دراسة موسعة عن الشيخ يقوم بها أحد الباحثين، يسَّر الله ذلك.
ويُلاحظ - في هذا الفصل (الثاني) - أثناء سرد كتب الشيخ ما يأتي:
(١) أغفلت ذكر الطبعات، ومكان الطبع، وتاريخه، والقصد هنا: جمع مصنفات الشيخ وتخريجاته في مكان واحد، والمطبوع منها في متناول طلبة الْعِلْمِ.
وغالب كتب الشيخ طُبِعَت (قديمًا) في: "المكتب الإسلامي" بـ: "بيروت"، لصاحبه: الشيخ الفاضل: زهير الشاويش حَفِظَهُ اللهُ، والذي كان له فضلٌ كبيرٌ في نشر كتب السلف، ونشر مذهب "أهل السنة والجماعة"، كما كان له فضلٌ كبيرٌ في طبع ونشر كتب الشيخ الألباني.
(وحديثًا) في: "مكتبة المعارف" بـ: "الرياض"، لصاحبها: الشيخ الكريم: سعد بن عبد الرحمن الراشد حَفِظَهُ اللهُ.
والباقي - وهو قليل - في غيرهما؛ ومنها:
"دار الأرقم".
"الدار السلفية"، وكلتاهما بـ: "الكويت".
"دار الصديق" بـ: "الجبيل".
1 / 12
”المكتبة الإسلامية” بـ: ”عَمَّان”.
(٢) اكتفيت بوضع (ط) في أواخر الكتبِ (المطبوعة) . وما خلا ذلك فهو (مخطوط)، وأمَّا (المفقود) منها فقد بينته، وكذلك (ما لم يتمه) .
(٣) بعض الكتب يُسمّيها الشيخ بأكثر من اسم، وذلك عندما يحيل إليها (١)، فأذكرها في ”الثَّبَت” في جميع المواضع، مع ترقيمِ واحدٍ منها، والإحالة إليه عند ورود أسمائه الأخرى؛ ومن ذلك:
”تخريج مشكاة المصابيح” = ”مشكاة المصابيح”.
(٤) كما أنِّي أجعل لبعض الكتب أكثر من مدخل؛ وذلك لسهولة العثور على الكتاب. ولا سيما كتب ”الردود”، فإنِّي أذكرها أحيانًا باسم الكتاب المردود عليه، ثم أحيل إلى الردِّ؛ فأقول:
”الألباني: شذوذه وأخطاؤه” = ”الردُّ على رسالة: ”أرشد السلفي”.
”نصوصٌ حديثية في الثقافة العامة” = ”نقدُ: (نصوص حديثية في الثقافة العامة) ”.
وهكذا ...
ونَبَّهْتُ على هذا هنا، حتى لا ينكر عليَّ أحدٌ، ولا مشاحة في الاصطلاح.
(٥) بعض كتب الشيخ مفقود كما صرَّح هو بذلك في بعض كتبه؛ ومنها:
”مختصر صحيح مسلم” (أربعة أجزاء)، وهو غير المطبوع (كما سيأتي) .
و”الردُّ على رسالة الشيخ التويجري في بحوث من صفة الصلاة”.
وغالب المفقود من كتب الشيخ (إن لم يكن كل المفقود)، فُقِدَ منه أثناء انتقاله من ”دمشق” إلى ”عَمَّان” والله أعلم.
(٦) وهناك بعض الطبعات لكتبه قديمة، ونادرة، بل شبيهة بالمفقود، ولا يملكها إلا بعض طلبة الْعِلْمِ، تصويرًا من المكتبات الكبيرة؛ منها:
”الصراطُ المستقيم (رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان) ”؛ لجماعة من علماء الأزهر.
و”لَفْتَةُ الكَبِد في نصيحة الولد”؛ لابن الجوزي.
(٧) بعض كتبه لم يُطْبعْ على الرغم من قدمه، ولم يتمه الشيخ؛ ومنها:
_________
(١) ويبدو أنَّ الشيخ ﵀ كانَ يكتبُ أسماء (مؤلفاته) من الذاكرة، أو قد يختصر في اسم الكتاب، أو يذكره بموضوعه.
وهي طرقٌ معروفةٌ عند أهل العلم.
1 / 13
”صحيح سنن أبي داود”، وهو غير ”الصحيح” المطبوع (كما سيأتي) .
وتحقيق: ”الأحاديث المختارة”؛ للضياء المقدسي.
(٨) ما كان أصله الأشرطة، ولكن فُرِّغ، ونُسِخ، وطُبِع، فلم أجعلْ له رقمًا، إلا إذا عَلِمْتُ أنَّه بعد نَسْخِهِ تمَّ عرضه على صاحبه ”الألباني”، فراجعه، أو أضاف إليه، أو أجرى عليه ما يدلُّ على إقراره له ككتابٍ، أو رسالةٍ تُنْسَب إليه (١) .
(٩) إذا وجدتَ كلمة (تخريج) في أوّل الكتاب، فهذا يعني أنَّ هذا كتابٌ مستقلٌ للشيخ؛ ومنها:
”تخريج أحاديث فضائل الشام”.
و”تخريج أحاديث مشكلة الفقر”.
_________
(١) وبهذه المناسبة أقول:
من الصعوبة (والحرج) أن يسطو تلميذٌ (مبتدئ) على محاضرةٍ لشيخه، فيقوم بنسخها، ومن ثم طباعتها، ونشرها، دون مراجعة شيخه، أو علمه.
وذلك لأنَّ العلماء - ولا سيما الكبار - قد يُجيبون (شفاهة) من الذاكرة، وأمَّا عند الكتابة فيكون في كلامهم شيءٌ من التحرير، والدقة.
ولذلك كان ينهى سيد فقهاء عصره: العلامة: محمد بن صالح العثيمين ﵀ أنْ تُنْسخ أشرطته، وتُطْبَع دون مراجعته.
وقال في مقدمته لـ: ’’شرح العقيدة الواسطية’’ (١/١٧ - ١٨)، وقد كان أشرطة، ثم نُسِخت:
(من المعلوم أنَّ الشرح المتلقى من التقرير ليس كالشرح المكتوب بالتحرير؛ لأنَّ الأوّل يعتريه من النقص والزيادة ما لا يعتري الثاني ...
(ثم قال): رأيت من المهم أن أقرأ ’’الشرح’’ بتمهُّلٍ، من أجل إخراج ’’الشرح’’ على الوجه المَرْضِيَّ، ففعلت ذلك ولله الحمد، وحذفت ما لا يُحتاج إليه، وزدت ما يُحتاج إليه) أ. هـ
وقال العلامة الدكتور: صالح الفوزان حفظه اللهُ:
(الأشرطة لا تكفي مرجعًا يُعْتَمَدُ عليه في نقل كلام أهلِ العلم؛ لأنها غير محررة، وكم من كلامٍ في شريطٍ لو عُرِضَ على قائله، لتراجع عنه) أ. هـ
قاله ضمن مقال: ’’التحذير من كتاب: (هزيمة الفكر التكفيري)؛ لخالد العنبري’’، ونُشِر بمجلة: ’’الدعوة’’، العدد رقم (١٧٤٩) .
1 / 14
وإذا كان التخريج في آخر الكتاب بين معكوفين []، فهذا يعني أنَّ الكتاب لأحد العلماء وقد طُبِع كاملًا، وفي الحاشية تخريجات الشيخ.
(١٠) الكتاب المختوم بـ: [تحقيق] معناه أنَّ الشيخ هو الذي حقَّقه، وعلَّق عليه، وخرَّج أحاديثه لوحده، وما خُتِمَ بـ: [تخريج] معناه أنَّ دور الشيخ فيه هو تخريج أحاديثه فقط، أما تحقيقه، والتعليق عليه فلغيره؛ مثل: "كلمة الإخلاص" لابن رجب، "والاحتجاج بالقدر" لشيخ الإسلام.
(١١) قولي على الكتاب: (لم يتمه)، أو (مفقود)، أي: بحسب ما وقفت عليه من المصادر التي ذَكَرَت كتب الشيخ، وقد يكون الشيخ أتمّ بعضها، ومن المصادر كتاب: "حياة الألباني" للشيباني، وقد طُبِع قبل وفاة الشيخ بـ: (١٣) سنة، (كما سيأتي)، فقد يكون الشيخ - خلال هذه المدة - أتمّ الناقص، أو عثر على المفقود، والله أعلم.
(١٢) بعض كتب الشيخ له عليها مراجعات، وتعليقات جديدة - وذلك لدوام القراءة، والبحث، في كتب الحديث - ترتّبَ على بعضها تغير حكمه على بعض الأحاديث، ولم تُطبعْ هذه الكتب بالتعليق الجديد، فيُنْتَبه لهذا، ومنها: "مشكاة المصابيح"، و"صحيح الجامع"، و"المنتخب"، و"الرد على رسالة التعقيب الحثيث"، بل رأيته كثيرًا ما يحيل إلى "المشكاة" بالتحقيق والتعليق الجديد، ولم تطبعْ بعد.
(١٣) وقد أوصى الشيخ ﵀ بجميع ما في مكتبته من المطبوع، أو المخطوط لـ: "الجامعة الإسلامية"، بـ: "المدينة النَّبوية" (١) .
(١٤) عملي هذا خاص بسردِ كتب الشيخ ﵀ إجمالًا، لا تفصيلًا، وكان غرضي منه نشر بيان بأسماء مؤلفاته مرتبة على الحروف، وقد استفدت من المصادر التي ترجمت للشيخ، في نقل بعض مؤلفاته، وقد يكون في عملي هذا بعض الوهم، أو الخطأ.
والله الموفق.
**********
_________
(١) انظر الملحق الأوّل في آخر ''الثَّبَت'' (ص ١٨٦) .
1 / 15
المبحث الأوّل: "ثَبَتُ" مؤلفات الشيخ ﵀
["ثَبَت" مؤلفات الشيخ ﵀]
(...) "أحاديثُ الإسراء والمعراج" = "الإسراء والمعراج".
(...) "أحاديثُ البيوع وآثاره" = "تخريج أحاديث البيوع".
"أحاديثُ التحري والبناء على اليقين في الصلاة"، [تأليف] .
"الأحاديثُ الضعيفة والموضوعة التي ضعفها أو أشار إلى ضعفها ابن تيمية في: (مجموع الفتاوى) "، [تأليف] .
"الأحاديث الضعيفة والموضوعة في أمهات الكتب الفقهية"، [تأليف] .
كتب له مقدمة كبيرة، ولم يتمه.
ويقصد بأمهات الكتب الفقهية:
١ - "الهداية"؛ للمرغيناني (فقه حنفي) .
٢ - "المدونة"؛ لابن القاسم (فقه مالكي) .
٣ - "شرح الوجيز"؛ للرافعي (فقه شافعي) .
٤ - "المغني"؛ لابن قدامة (فقه حنبلي) .
٥ - "بداية المجتهد"؛ لابن رشد (فقه موازن) .
وتلاحظ أنَّها شملت كتب المذاهب الأربعة، وزيادة، وقد وصل فيه إلى (ستة آلاف) حديث.
"الأحاديثُ المختارة"؛ (للضياء المقدسي)، [تحقيق] .
لم يتمه.
"الاحتجاجُ بالقدر"؛ (لشيخ الإسلام)، [تخريج]ـ (ط) .
(...) "الإحسانُ في تقريب: (صحيح ابن حبان) " = "التعليقاتُ الحسان".
"أحكامُ الجنائز وبدعها"، [تأليف]ـ (ط) .
"أحكامُ الركاز"، [تأليف] .
وهو مفقود.
"الأحكامُ الصغرى"؛ (للأشبيلي)، [تحقيق] .
"الأحكامُ الوسطى"؛ (للأشبيلي)، [تحقيق] .
"الأجوبةُ النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة"، [تأليف]ـ (ط) .
"أداءُ ما وجب من بيان وضع الوضّاعين في رجب"؛ (لابن دِحْيَةَ الكَلْبِيّ)، [تخريج]ـ (ط) .
"آدابُ الزفاف في السنة المطهرة"، [تأليف]ـ (ط) .
"الأذكارُ"؛ (للنووي)، [تعليق وتخريج] .
وهو في الأصل تلخيصٌ لكتاب: "نتائجُ الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"؛ للحافظ ابن حجر.
"إرشادُ النقاد في تيسر الاجتهاد"؛ (للصنعاني)، [تخريج وتعليق] .
"إرواءُ الغليل في تخريج أحاديث: (منار السبيل) "، [تأليف]ـ (ط) .
وهو من أنفس كتب الشيخ ﵀، تناول فيه أحاديث كتاب "منار السبيل" لابن ضويان الحنبلي.
ومن عرف مكانة "المنار" عند علماء الحنابلة؛ عرف أهميّة "الإرواء".
1 / 16
ولمعالي الشيخ الدكتور: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حَفِظَهُ اللهُ: ”التكميل لما فاتَ تخريجه من: (إرواء الغليل) ”، وهو - على صغر حجمه - نفيسٌ جدًا، به تكمل فائدة ”الإرواء”.
”إزالةُ الدهش والوَلَه عن المتحيِّر في صحة حديث: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» ”؛ (لمحمد بن إدريس القادري)، [تخريج]ـ (ط) .
خَرَجَت هذه الطبعة بتخريجِ الشيخ ﵀، وتَمَّم هذا التخريج، وزادَ فيه: الناشرُ، الشيخُ الفاضلُ: زهير الشاويش حَفِظَهُ اللهُ، كما وضَّحَ ذلك في المقدمة (ص ١٠) .
وميَّز - الناشرُ - تخريجاتِ الشيخ عن إضافاته؛ فجعل تخريجات الشيخ تبدأ بـ: [ناصر]، وتنتهي بـ: [ن] .
وما زادَ عن ذلك، فهو من تعليقاتِهِ، وزياداته على الشيخ.
وعلَّلَ ذلكَ بقوله (ص ١٠):
(وذلك محافظة على تبعية كل واحد منا لعمله، وقوله) أ. هـ
وهو عملٌ سديدٌ، ولا سيما أنَّه يُتَمِّم كلامًا للشيخ - أحيانًا - بكلامٍ للشيخِ نفسه في كتبه المطبوعة؛ كـ: ”إرواء الغليل”، و”السِّلْسِلَتين”، أثابهما الله، وجعل عملهما - في نشر مذهب السلف - في موازين حسناتهما.
”إزالةُ الشكوك عن حديث البروك”، [تأليف] .
في مسألة البروك في السجود، مناقشة لابن القيم، في: ”زاد المعاد”، وهو مفقود.
”الأسئلة والأجوبة”، [تأليف] .
ومِمَّا جاء فيه: حكم قراءة القرآن على الموتى، وحكم المولد، وقضاء الصلاة الفائتة، وذهاب المرأة مع النساء إلى التراويح، وتكرار الجمعة ...
”أسباب الخلاف”؛ (للحميدي)، [تحقيق] .
لم يتمه.
”الإسراءُ والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها من سقيمها”، [تأليف]ـ (ط) .
انظر: ”صحيحُ الإسراء والمعراج” الآتي، والتنبيه عليه.
”أسماء شيوخ الطبراني في: (المعجم الأوسط) ”، [تأليف] .
وعددهم قرابة (الثمانمائة)، وبجانب اسم أحدهم أرقام أحاديثه، بترقيمه هو، ليعلم من ذلك المقل منهم من المكثر، وهو مفيد في غير المشهورين منهم.
1 / 17
وقد أشار إليه في المجلد (السادس) من: ”سلسة الأحاديث الصحيحة”، حديث رقم: (٢٦١٦)، (ص ٢٢٧) .
”أسماءُ الكتب المنسوخة من المكتبة الظاهرية”، [تأليف] .
”إصلاحُ المساجد من البدع والعوائد”؛ (للقاسمي)، [تخريج، وتعليق]ـ (ط) .
(...) ”أصولُ السنة واعتقاد الدين” = ”كتابُ أصول السنة”.
”الاعتكافُ”، [تأليف]ـ (ط) .
طُبِعَ بذيل: ”قيام رمضان” - الآتي - بعنوان: ”بحثٌ قيم عن: الاعتكاف”.
”إغاثةُ اللهفان من مصائد الشيطان”؛ (لابن القيم)، [تخريج] .
”اقتضاءُ الْعِلْمِ العمل”؛ (للخطيب البغدادي)، [تحقيق]ـ (ط) .
”الإكمالُ في أسماء الرجال”؛ (للخطيب التبريزي)، [تحقيق]ـ (ط) .
(...) ”الألباني: شذوذه وأخطاؤه” = ”الردُّ على رسالة: ”أرشد السلفي”.
”الأمثالُ النبوية”، [تأليف] .
جمع فيه: (اثنين وثلاثين ومائة) مثلٍ ”نبويٍ”.
لم يتمه.
”الآياتُ البيِّنات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات”؛ (لنعمان الألوسي)، [تحقيق]ـ (ط) .
”الآياتُ والأحاديث في ذم البدعة”، [تأليف] .
وللشيخ الكثير من المحاضرات حول البدعة، وبعضها فرغ وطبع، وأصبح كتبًا متداولة (١) .
”الإيمانُ”؛ (لشيخ الإسلام)، [تخريج]ـ (ط) .
(...) ”الإيمانُ”؛ (لأبي عُبَيْد) = ”كتابُ الإيمان”.
(...) ”الإيمانُ”؛ (لابن أبي شيبة) = ”كتابُ الإيمان”.
”الباعثُ الحثيث شرح: (اختصار علوم الحديث) ”؛ (لأحمد شاكر)، [تعليق]ـ (ط) .
”بدايةُ السُّول في تفضيل الرسول ﷺ”؛ (للعز بن عبد السلام)، [تحقيق]ـ (ط) .
”البدعةُ”، [تأليف] .
وهو جزء من: ”تسديد الإصابة”، (الآتي) .
”البرهانُ في رد العدوان”، [تأليف]ـ (ط) .
”بغيةُ الحازم في فهرسة: (مستدرك الحاكم) ”، [تأليف] .
[”بيان افتراءات وأخطاء أصحاب: (الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة) ”]، [ط] .
انظر التنبيه الثاني الوارد عند: ”تسديد الإصابة”.
”بينَ يدي التلاوة”، [تأليف] .
_________
(١) انظر: المبحث الثاني من هذا الفصل، (ص ٩٧) .
1 / 18
(...) ”التاجُ الجامع للأصول في أحاديث الرسول ﷺ” = ”نقدُ كتاب: (التاج الجامع للأصول) ”.
”تاريخُ دمشق”؛ (لأبي زُرْعَة، رواية: أبي الميمون، عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر بن راشد البجلي)، [تحقيق] .
وهو كامل، ويظن الشيخ أنَّه مفقود منه.
(...) ”التاريخُ الكبير” = ”فهرس أحاديث كتاب: (التاريخ الكبير) ”.
”تأسيسُ الأحكام على ما صحَّ عن خير الأنام بشرح أحاديث: (عمدة الأحكام) ”؛ (لأحمد بن يحيى النجمي)، [علَّق على أحاديثه]ـ (ط) الجزء الأوّل فقط.
”تحذيرُ الساجد من اتخاذ القبور مساجد”، [تأليف]ـ (ط) .
ولَعَلَّه أوّل بحث كتبه الشيخ.
انظر: ”علماء ومفكرون” للمجذوب (١/٢٨٩ - ٢٩٠) .
وهو جزء من: ”تسديد الإصابة” (الآتي) .
وهو: ”الصلاةُ في المساجد المبنية على القبور”.
وانظر التنبيه الأوّل في آخر: ”تسديد الإصابة”.
(...) ”تحريرُ المرأة في عصر الرسالة” = ”الردُّ على كتاب: (تحرير المرأة في عصر الرسالة) ”.
”تحريمُ آلات الطرب”، [تأليف]ـ (ط) .
وسيرد باسم: ”الردُّ بالوحيين وأقوال أئمتنا”.
”تحقيقُ معنى السنة”؛ (لسليمان الندوي)، [تخريج]ـ (ط) .
”تخريجُ أحاديث البيوع وآثاره”؛ [تأليف] .
عمله لـ: ”موسوعة الفقه الإسلامي”، بكلية الشريعة، في جامعة ”دمشق”، ثم توقف عنه عندما توقفت الكلية عن طبع ”الموسوعة”.
(...) ”تخريجُ أحاديث: (سنن أبي داود) ” = وهو: ”صحيح”، و”ضعيف أبي داود” الآتيان، وهو من أنفس كتبه، وسيأتي أنَّه غير المطبوع.
”تخريجُ أحاديث: (فضائل الشام ودمشق) ”؛ (للرَّبَعي)، [تأليف]ـ (ط) .
”تخريجُ أحاديث: (مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام) ”؛ (للقرضاوي)، [تأليف]ـ (ط) .
”تخريجُ حديث أبي سعيد الخدري ﵁ في سجود السهو”، [تأليف] .
(...) ”تخريجُ: (الروضة الندية) ” = ”الروضةُ الندية”.
(...) ”تخريجُ: (شرح العقيدة الطحاوية) ” = ”شرحُ العقيدة الطحاوية”.
(...) ”تخريجُ: (الكلم الطيب) ” = ”الكلمُ الطيب”.
1 / 19
(...) ”تخريجُ: (مشكاة المصابيح) ” = ”مشكاةُ المصابيح”.
(...) ”تخريجُ: (المصطلحات الأربعة في القرآن) ” = ”المصطلحاتُ الأربعة في القرآن”.
”ترجمةُ الصحابي أبي الغادية ﵁ ودراسة مرويات قتله عمارَ بن ياسر ﵁”، [تأليف] .
(...) ”تسديدُ الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة”، [تأليف] .
هذا عنوانٌ عامٌ لمجموعةٍ من رسائله العلميَّة؛ وهي:
١ - ”البدعة”.
٢ - ”تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد”.
٣ - ”التَّوَسُّل”.
وهذه الرِّسالة - ”التَّوَسُّل” - غَيْر كتاب: ”التَّوَسُّل أنواعه وأحكامه”، الآتي برقم: (٧٠) .
وانظر ما علَّقْته عليه هناك.
٤ - ”صلاة التراويح”.
٥ - ”صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة”.
٦ ـ[بيان افتراءات وأخطاء أصحاب: ”الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة”] .
وستجد كل رسالة في موضعها، من هذا ”الثَّبَت” (١) .
وعليه؛ فـ: ”تسديد الإصابة” ليس كتابًا مستقلًا.
وانظر: مقدمة: ”صلاة التراويح” (ص ٣ - ٤) .
[تنبيهان]:
[التنبيه الأوّل]:
هذه الرسائل (الخمس) نصَّ عليها مؤلفها في مقدمة: ”صلاة التراويح” (ص ٣ - ٤) .
وجاء في: ”حياة الألباني” للشيباني (٢/٦٨٨)، نقلًا عن مقدمة الألباني لـ: ”صلاة التراويح”، ذِكْر هذه (الخمس)، ولكنَّه ذَكَرَ: ”الصلاة في المساجد المبنية على القبور”، بدلًا من: ”تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد”.
وقد ذَكَر ”تحذير الساجد” مفردًا في (٢/٧٢٧)، برقم: (٢٥) .
فأشكل عليَّ ذلك؛ أيهما أقدِّم:
تصريح المؤلف (الألباني) في كتابه؟
أم كلام التلميذ في كتابٍ قرأه على المؤلف؟
_________
(١) سوى الرسالة (السادسة)، وهي محل (الإشكال) عندي، كما ستجده في التنبيه (الثاني) الآتي.
1 / 20