इस्लाम की क्रांति और नबियों के नायक: अबू अल-कासिम मुहम्मद बिन अब्दुल्लाह
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
शैलियों
فأهل الجنوب بسبب خصوبة أرضهم أحدثوا نوعا من الحضارة الزراعية، وانتهوا ببناء سد مأرب، ولكنهم لم يتمكنوا من تعميره بعد تخريبه.
وقد حدثت أحداث طبيعية ضربت أسباب الحياة المعاشية ضربة قضت عليها، فلم يبق للسكان مناص من النزوح والهجرة؛ فارتحلوا شمالا وشرقا وغربا. وتلك الهجرات شبهها العلماء بالأمواج البحرية لم تنج منها أمة قديمة أو حديثة منذ تاريخ الإنسانية إلى عصرنا هذا (ص358، تاريخ سومر وأكاد، تأليف ل. كنج).
فتاريخ هذه الطبقات البائدة من العرب يجب أن يغفل في بحث حالة العرب قبل الإسلام ، لغموضه وتغلغله في القدم، ولما حدث من الانقلاب الذريع في كيان الأمة العربية بعده.
ومع كل ما تقدم فإن العرب - على اختلاف القبائل والبطون - قلما نبغ فيهم حكيم أو خطيب أو كاهن أو شاعر إلا بعد دخولهم في القرن الأول قبل الهجرة، ولم يكن للذين ظهروا شأن يذكر.
سيدنا إسماعيل عليه السلام ونسله في الحجاز
كان العرب في الشمال يعرفون بالإسماعيلية والعدنانية؛ نسبة إلى جدهم الأعلى إسماعيل بن إبراهيم، وإلى عدنان أحد أجدادهم الأقربين من ولد إسماعيل، وهؤلاء كانوا يسكنون الحجاز من يوم نزوح إبراهيم وهاجر وولدهما. والحجاز إقليم فقير مجدب عديم النبات قليل الماء؛ فنشئوا بدوا يغلب عليهم الظعن والارتحال والتحارب على أسباب البقاء ووسائل الحياة، وإن كان إسماعيل قد صاهر جرهم وبنى منهم بسيدة بنت مضاض ثم برعلة بنت عمرو الجرهمي، إلا أن تاريخ جرهم من أدخل تواريخ العرب في الغموض.
فالتاريخ يحدثنا بأنه شعب يمني قديم عاصر المعينيين في اليمن والحامورابية في العراق، وهم خلفاء عاد والعمالقة.
وأول ما دونه التاريخ عنهم مقترن بنزوح إبراهيم إلى الحجاز؛ فقد اختار الله لتلك الأسرة بطحاء مكة، وكان إبراهيم ذا شخصية بابلية متميزة، له تاريخ عريق وصيت بعيد؛ فقد اقترن اسمه بحوادث خطيرة، وهو خليل الله ورسوله بالحنيفية السمحاء، وهو الذي ثار في وجه أمته الوثنية فحطم أصنامها وحقر ديانتها، وعصى أباه في عقيدته وفنه ورزقه، وجادل علماء وطنه وكهنته، فلما عجز باطلهم لدى حقه ألقوا به في النار، فأيده الله بنجاته وخذلانهم، ففر من بابل بجلده سالما. فحلول إبراهيم أرض الحجاز وتخليفه ولده وزوجه بأرضه، ثم تردده على بطحاء مكة لزيارة نجله، وبناؤهما البيت الحرام في مكة، وجعلهما إياه حرما آمنا محجوبا، ومعبدا لدين التوحيد الجديد الذي جاهر به إبراهيم بعد أن أوذي في سبيله ببابل؛ قد أيقظ عقول بني جرهم إلى الأسرة الجديدة والدين الجديد فتقربوا إليهم وصاهروهم.
وقد تعلم إسماعيل العربية من أصهاره فأحب أن يقيد اللغة الجديدة، فقيل «إن أول من وضع الكتاب العربي إسماعيل، وضعه على لفظه ومنطقه.» بعد أن التقف اللغة من الأفواه.
أما أشخاص جرهم التاريخيون فنعلم منهم جرهم وعبد ياليل وخشرم وعبد المدان ونفيلة.
अज्ञात पृष्ठ