चीनी सांस्कृतिक क्रांति: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
الثورة الثقافية الصينية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
إن التساؤل عما إذا كانت الإصلاحات قد بدأت بالفعل في عام 1971 بدلا من عام 1978 ليس تساؤلا سخيفا، فقد أصر دنج شياو بينج على تاريخ 1978؛ إذ كان بحاجة لأن يجعل عقد الثورة الثقافية بأكمله يبدو سيئا (بما في ذلك تلك السياسات التي طبقها)، لكي يبرر بعضا من القبح الذي صاحب الاتجاه إلى الإصلاحات السوقية. إضافة إلى ذلك، كانت الليبرالية الجديدة، خارج الصين، تحظى بجيل من الدعاية المستمرة التي تخبرنا بأن السوق هو الوسيلة الوحيدة لتنظيم شئون البشر. ولعل في ذلك ما يعوق إدراك حقيقة أن مسيرة إصلاحات «ما بعد ماو» قد بدأت في منتصف الثورة الثقافية.
هوامش
الفصل الخامس
السياق العالمي للثورة الثقافية: أصدقاء في
جميع أنحاء العالم
جذبت الثورة الثقافية الأنظار في جميع أنحاء العالم، من جانب كل من القادة المحافظين الذين كانوا يخشون احتمال أن تتسبب الصين في اضطراب في النظام العالمي، ومن الراديكاليين الذين أعجبوا بتجربة الصين الجريئة وتحديها للقوى العظمى. زعمت الصين أن لديها «أصدقاء في جميع أنحاء العالم»، على الرغم من أن عزلتها كانت انعكاسا لضراوة الحرب الباردة. وقد كسرت الصين تلك العزلة من خلال صلح حذر وحاسم في الوقت نفسه مع الولايات المتحدة. وكان من شأن تجدد المشاركة في النظام العالمي أن مهد الطريق للإصلاحات الاقتصادية. وكما هو الحال في كثير من المجالات، يخفي عنوان «الثورة الثقافية» توجهات شديدة الاختلاف؛ فقد كانت علاقاتها الدولية تشمل سياسات ترفض النظام العالمي وتتكيف معه على حد سواء. (1) الخطاب البلاغي لثورة عالمية
تزامن عقد الثورة الثقافية مع حركة عالمية للسياسات الراديكالية. بالنسبة للأمريكيين، كان نفوذ السود، والحركة النسوية، والهيبز، ومناهضة الحرب الفيتنامية، هو عنوان تلك الحقبة، أما بالنسبة للأوروبيين، كانت أحداث الشغب في باريس، وربيع براغ عام 1968 سمتين ميزتا نقلة ثقافية وسياسية واسعة. كافحت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لاحتواء أي اضطراب يمس محيط نفوذهما، وراحتا تبحثان عن فرص لإحداث اضطراب في محيط خصومهما، مما أضاف بعدا عالميا مهما للغزو السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، والانقلاب العسكري في شيلي عام 1974، وحروب المقاومة في أفريقيا، والحروب الأمريكية في الهند الصينية.
كانت الصين رمزا للمقاومة بالنسبة للإمبريالية، وبدت الثورة الثقافية تجربة جريئة في الهندسة الاجتماعية. كان المتحمسون لماو يعتبرون أن الصين بمثابة فتح لطريق بديل سواء للرأسمالية الغربية أو للسياسة السوفييتية في التخطيط من أعلى لأسفل. وأعجب المعارضون الغربيون بطاقة وحيوية الحرس الأحمر، واستعار مناصرو مساواة المرأة الشعار الماوي «النساء يحملن نصف السماء». ربما تبدو مثل هذه الرؤى الآن رومانسية، ولكن الجوع الغربي الشعبي لنماذج سياسية جديدة إلى جانب عزلة الصين منحاها جاذبية حقيقية. بدت قضايا الثورة الثقافية جساما خارج الصين: الصراع الطبقي، معنى الاشتراكية، مستقبل الحركات الثورية. ولكن في داخلها، كانت الأمور العملية على أرض الواقع تشبه حال السياسة في كل مكان: الضغائن المتراكمة، وفرص التنفيس عن الغضب، وعقد صفقات سياسية جديدة.
كان الدخول إلى الصين صعبا؛ فقد أطاحت حركات التطهير المكارثية في الخمسينيات بأرجح الخبراء الصينيين من وزارة الخارجية الأمريكية، وكممت أفواه منتقدي السياسات الأمريكية في الجامعات. كذلك حظرت الولايات المتحدة استخدام جوازات السفر الأمريكية للسفر إلى الصين «الشيوعية». وقد نجح الباحثان المستقبليان، نانسي وديفيد ميلتون، في التسلل إلى الصين عبر رحلة إلى سيرك في كمبوديا، فيما قفز الصحفي جوناثان ميرسكي من سفينة في مصب نهر يانجتسي في عام 1969، إلا أنه فشل في الدخول. ولم يستطع جيل من الباحثين الأمريكيين المتخصصين في شئون الصين من الاقتراب لأكثر من حدود تايوان أو هونج كونج. كان بإمكان الأوربيين السفر إلى الصين، ولكن تخوف الصينيين من الأجانب عمل على تحجيم التواصل.
أحيت الثورة الثقافية الاهتمام الغربي بالصين تحت إغراء الثمرة المحرمة، فظهرت المثل الماوية في مواقع غير متوقعة، مثلما حدث مع أستاذ جامعي كبير طالب متحدثا بالحرم الجامعي بأن يظهر يديه ليثبت أنه قد عمل بيديه، متسائلا بأسلوب ناقد: «أين جلدك المتصلب؟» وعلى الرغم من أن السؤال بدا تافها آنذاك، فإنه يبدو اليوم أكثر غرابة، مع اتجاه العالم السياسي «الطبيعي» إلى اليمين. لقد كان الكثير من أهل الغرب يتمنون ثورة عالمية تمثل فيها الصين جزءا حيويا. فيما كانت رؤية الآخرين للصين أكثر بساطة؛ إذ اعتبروها قوة معنوية في عالم مزقه الظلم.
अज्ञात पृष्ठ