وربت على ظهر علي السيد قائلا: الأستاذ علي السيد، الناقد الفني المعروف، طبعا قرأت له كثيرا، وأحب أن أخبرك بأنه يحلم كثيرا بمدينة فاضلة خيالية، أما عن واقعه فهو متزوج من اثنتين، وصديق سنية كامل، والبقية تأتي.
وأخيرا أومأ إلى خالد عزوز وهو يقول: الأستاذ خالد عزوز، في الصف الأول من كتاب القصة القصيرة عندنا. يملك عمارة وفيلا وسيارة وأسهما في مذهب الفن للفن، فضلا عن ولد وبنت، وله فلسفة خاصة لا أدري كيف أسميها، ولكن الإباحية من سماتها الظاهرة.
وابتسم إليها كاشفا عن أسنان بيضاء نضيدة، ثم تمتم: لم يبق من عوامتنا إلا عم عبده الذي مررنا بشبحه في الحديقة ونحن في طريقنا إلى هنا، وسوف تعرفينه بطبيعة الحال، وما من أحد في شارع النيل إلا ويعرفه.
ونادى أنيس عم عبده وأمره بتغيير ماء الجوزة، فمضى بها من الباب الجانبي، ثم أعادها بعد قليل وذهب، اتسعت عينا سناء عجبا لضخامته، فقال رجب: من حسن الحظ أنه مثال الطاعة، وإلا فلو شاء لأغرقنا جميعا.
لا خوف من الغرق ما دام الحوت في الماء، ويد الفتاة القاصرة صغيرة كيد نابليون، ولكن أظافرها حمراء مدببة كمقدم قارب سباق، وبوجودها تكتمل مجموعة قانون العقوبات المستحقة على عوامتنا.
وها هو الظلام قد بدأ يتكلم.
تساءل مصطفى راشد محركا تفاحة آدم: وما تخصص الآنسة في الآداب؟
فأجابت بنبرة كغزل البنات: التاريخ.
فتأوه أنيس: الله!
فصاح به رجب: ليس تاريخها بتاريخك الدامي، ولكنها معنية بالأشياء الحلوة. - ليس في التاريخ أشياء حلوة. - كغرام أنطونيو وكليوباترا. - كان غراما داميا. - على أي حال لم يقتصر كله على السيف والحية.
अज्ञात पृष्ठ