थरात कराब
ثارات العرب: أدبية تاريخية غرامية تشخيصية
शैलियों
قيس :
وبماذا ساءك هذا الملك أيها الشيخ؟
عامر :
أتقول بماذا ساءني، انزل في هذه الهوة، وانظر كم فيها من قصور مهدمة بيد هذا الملك العاتي، انظر كم أذل من أبطالنا، وكم أسر من رجالنا، وكم سبى من نسائنا، وكم سفك من دمائنا على أيدي جنوده الغادرين، أتقول بماذا ساءني؟ لقد استعبدنا ثلاثين عاما يقتل أبناءنا، ويحرق منازلنا ويستعبد رؤساءنا، ويسجن أبطالنا، ويسومنا الذل والخسف ويضع في أيدينا قيود الحديد، ولا يلبث أمامه أحد، وأنا أذكر أنه نازلنا في إحدى المعارك، واقتحم وحده جيشا كاملا من جيوشنا، فلم يقدر أن يقف في سبيله واحد منا إلا أبي هذا، فإنه صادمه في طريقه وكوى زنده برمح من حديد، أما الآن فقد ذهب كل ذلك هباء منثورا، وبادت رجال الحرب جميعا، ولم يبق من تلك الغابة العظيمة إلا شجرة واحدة؛ وهذه الشجرة هي أنت أيها الولد الكريم. أتقولون: أبو قابوس، ويل لمن يذكر هذا الاسم الكريه، وويل لي إذا لم أنتقم منه إذا كان لا يزال حيا أو من أولاده إذا كان قد مات، وأنا أسأل الله قبل موتي أن يسهل لي هذا السبيل، ولو بأن اضرب هذا الملك ضربة واحدة في حياتي، ثم أموت بعدها مسرورا، بل أكاد أقول: إنني لو كنت ميتا في ترابي وتمثل لي أبو قابوس على قبري لنهضت إليه مسرعا، ونفضت غبار الموت عني وطعنته طعنة واحدة بهذا الخنجر ... ويلاه ماذا أقول أنا الشيخ العاجز الفاني.
حماد :
يظهر أن أبي قد خرف.
زياد :
غدا يصير أبي مثل أبيه وجده، وآخذ أنا مكانه.
حماد :
إن كل جنودنا خاضعون لهذا الشيخ، فما هذا المصاب؟!
अज्ञात पृष्ठ