وألقى بكفيه الفتى استكانة
من الجوع ضعفا (1)ما يمر ولا يحل
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا
سوى الحنظل العامى والعلهز (2)والغسل (3)
وليس لنا إلا إليك فرارنا
وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
فقام النبي (ص) يجر رداءه، حتى صعد المنبر، وقلب الرداء، وخطب وقال: «اللهم اسقنا غيثا مغيثا، هنيئا مريئا غدقا غير رائث (4) ولا لابث نافعا غير ضار، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيي به الأرض بعد موتها».
قال: فو الله ما رد يده إلى نحره، حتى ألقت السماء بأرواقها (5)
وجاء أهل البطحاء يصيحون: الغرق الغرق يا رسول الله، فرفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الربا والآكام (6)، وبطون الأودية، وأصول الشجر.
قال: فانجابت السحابة عن المدينة، حتى أحدق بها كالإكليل، فتبسم رسول الله (ص) حتى بدت نواجذه.
وفي الحديث طول، وفي ذلك أيضا آيتان.
पृष्ठ 89