وقيل: في ابن أبي الحواظ (1) من المنافقين، وقيل: غير ذلك. وفي تعقيب هذا بقوله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء} إشارة إلى أن من خرج عن أهل الصدقات لا يعطى لأجل لمزه إن لم يعط، فيتفرع على هذا أن من خاف الإمام من أذاه لم يكن من أهل الصدقات، والله أعلم.
قوله تعالى:
{إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن
السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}.
اعلم أن ثمرات هذه الآية متكاثرة وهي منقسمة إلى ما قد خصص وخرج عن دلالة الظاهر، وإلى ما هو باق على دلالة اللفظ، ونحن نتبع ذلك شيئا فشيئا بمشيئة الله، ونترجم ذلك بنكت.
النكتة الأولى: تتعلق بقوله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء} وهذا اللفظ بعمومه يجمع الصدقة الواجبة، والصدقة التي هي نافلة، ثم إن الصدقة الواجبة تتنوع أنواع:
منها: الزكوات بما هو العشر، أو نصف العشر، أو ربع العشر، أو زكاة المواشي، والفطرة.
ومنها: الكفارة: نحو كفارة اليمين والظهار، والصلاة والصوم، وما يتعلق بالحج من الفداء والجزاءات، والكفارات.
ومنها: ما يجب صرفه من المظالم، واللقطة، ومنها ما يؤخذ من أموال الكفار ورؤوسهم، ولهذا سم الله تعالى الغنائم صدقة في سبب نزول الآية، وذلك في قسمة غنائم حنين، فإذا كان هذا اللفظ يعم ما ذكر فهل تحمل الآية على عمومها في قسمتها على ما ذكر أو يخص البعض.
واعلم أن الكلام يتعلق بطرفين:
الأول: في عموم الصدقات.
والثاني: ذكر المصارف.
पृष्ठ 9