थमारत यानिका

फकीह यूसुफ d. 836 AH
64

थमारत यानिका

الثلثان الأخيران من الثمرات

शैलियों

{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} هذا صريح بأن الركون إلى الظلمة محرم وكبيرة؛ لأنه تعالى توعد عليه بالنار، ولكن ما هو الركون الذي أراده الله تعالى؟

قلنا: في ذلك وجوه:

الأول: مروي عن ابن عباس والأصم أن المعنى لا تميلوا إلى الظلمة في شيء من دينكم.

وقيل: ترضون بأعمالهم : عن أبي العالية.

وقيل: تلحقون بالمشركين ، عن أبي قتادة.

وقيل: لا تداهنوا الظلمة، عن السدي، وابن زيد.

وقيل: الدخول معهم في ظلمهم، وإظهار الرضا بفعلهم، وإظهار موالاتهم,

فأما إذا دخل عليهم لدفع شر: فيجوز :عن القاضي، ورجح هذا الحاكم، والمنصور بالله، وقال: وقد أمر الله بالرفق في مخالطة الكفار فالظلمة أولى.

قال جار الله-رحمه الله-: النهي يتناول الانحطاط في هوائهم، والانقطاع إليهم، ومصاحبتهم ومجالستهم، وزيارتهم, ومداهنتهم ,والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم، والتزيي بزيهم، ومد العين إلى زهراتهم , وذكرهم بما فيه تعظيمهم ؛ لأن الركون الميل اليسير.

وقوله تعالى:{إلى الذين ظلموا} أي الذين وجد منهم الظلم، ولم يقل إلى الظالمين.

قال: وعن الموفق وهو من ولاة العباسية : أنه صلى خلف الإمام فقرأ هذه الآية فغشي عليه، فلما أفاق قيل له، فقال: هذا فيمن ركن فكيف من ظلم.

وعن سفيان قال :في جهنم واد لا يسكنه إلا القراء الزائرون للملوك.

وعن الأوزاعي: ما من شيء أبغض إلى الله من عالم يزور ظالما.

وقال : ((من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه)).

وسئل سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في برية هل يسقى شراب ماء؟

قال: لا، فقيل له: يموت؟ فقال: دعوه يموت.

पृष्ठ 64