الحكم الرابع: أنه لا يجوز تعظيم الكافر، ويأتي مثله من استحق الوعيد؛ لأن الله تعالى أخبر أنه لا يرضى عنه، والمراد بالرضاء عنه إرادة مدحه وتعظيمه، والرضا بالفعل إرادة إيجاده ذكر هذا الحاكم، ولا إشكال أن الرضا بالفعل القبيح: يكون قبيحا، فيكون الرضا بالكفر كفرا، وبالفسق فسقا، وقد يستدل على هذا بقوله تعالى في سورة الشمس: {فكذبوه فعقروها} فأضاف العقر إليهم لما رضوا به، والعاقر واحد، وبقوله تعالى في سورة النساء: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}.
وأما الرضا عن الفاعل فاختلفوا هل يكون رضا بالفعل أم لا؟
قال في التهذيب: وعن أبي علي أنه يكون رضا بالفعل.
وقال أبو هاشم: لا يكون رضا بالفعل، وصححه الحاكم،
وعلى هذا تفريع وهو في مدح الظلمة، ونحوهم من أهل الكبائر (1) فالمذهب أنه يكون معصية، إلا أن يكون تقية أو يفعل ذلك لمصلحة ويوري به، فإن لم يكن كذلك لم يكن رضا بالمعصية على قول أبي هاشم، وعلى قول أبي علي يكون رضا بالفعل، فيكفر إن رضي به بتعظيم الكافر، ويفسق إن رضي بتعظيم الفاسق.
وقد فرع على هذا :مدح الظلمة على المنابر، فإنه يكفر على قول أبي علي، وقد ذكره (2) ............................لا على قول أبي هاشم؛ فإن تعظيم الظالم لا يكون رضا بكفره، ولو عظمه لمصلحة كرجوى الإسلام أو نصرة الدين ونحو ذلك، جاز كما أنه رفع لعدي بن حاتم المخدة ,وهم بالصلاة على عبدالله بن أبي على ما تقدم، ولعل الخلاف إذا مدحه لأجل كفره أو عظمه لأجل كفره لا إذا مدحه لأمر آخر.
قوله تعالى:
पृष्ठ 39