وعن ابن عباس -رضي الله عنه- مقاما يحمده فيه الأولون والآخرون، وإنما قيل لواء الحمد؛ لأن الناس يحمدون تحته النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويشرفه الله تعالى، ويشفع فيشفع.
اللهم إنا نتضرع إليك بأسمائك الحسنى، أن تصلي علي محمد وآله، وأن تبعثه المقام المحمود الذي وعدته، وأن تجلعنا ممن شفعت فيه نبيك صلى الله عليه وآله وسلم.
وقوله تعالى:{أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق}
في ذلك وجوه للمفسرين: قيل: يعني أدخلني القبر وأخرجني منه.
وقيل: أراد إدخاله المدينة عندما هاجر إليها، وإخراجه من مكة.
وقيل: إدخاله مكة ظاهرا عليها، وذلك بالفتح، وإخراجه منها بعد الفتح آمنا.
وقيل: إدخاله الغار وإخراجه منه، وقيل: إدخاله القبر وإخراجه بالموت مؤديا لما كلف من التبليغ.
والمعنى بالصدق : أي إدخالا مرضيا، وإخراجا مرضيا.
قوله تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث}
المعنى أنزلناه متفرقا في أوقات.وقيل: فرقنا به بين الحق والباطل.وقيل: فرقنا، أي بسور أو آيات ليكون أقرب للحفظ.
وقوله تعالى:{ على مكث }
قيل: يعني في أوقات متفرقة، وقيل: للقراءة تثبيت ليتدبر معناه، وقد جعل الحاكم هذا من أحكام الآية أنه يجب أن تكون قراءته على مكث وتأن، ليصح التدبر.
قال: وقد روى علي بن موسى القمي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت قراءته بينة يتثبت فيها.
قوله تعالى:
{إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}
دل ذلك :على أن قراءة القرآن عبادة يستحب فيها الخضوع ,والتدبر، والبكاء والسجود.
पृष्ठ 170