فالفتنة في الرؤيا: أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما أخبرهم بالرؤيا صدق بذلك البعض منهم أبو بكر، ومنه سمي الصديق، وكذب به البعض، ومنهم أبو جهل، فهذا هو الفتنة.
واختلف في معنى الرؤيا، فعن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، وإبراهيم، وابن جريج، والضحاك، وابن زيد، ومجاهد، والأصم، ومسروق: أنها رؤيا عيان لا رؤيا منام، وهو الذي أري ليلة المعراج من الآيات.
وقيل: رؤيا منام وذلك ما أري من دخول مكة.
وقيل: ما أري من مصارع أهل بدر، وكان المشركون يسخرون من منامه.
وقيل: رأى في منامه أن ولد الحكم يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة.
وأما الشجرة فقيل: إنها شجرة الزقوم، وهي قوله تعالى في سورة الدخان:{إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم} وهذا مروي عن ابن عباس، والحسن، وأبي مالك، وسعيد بن جبير، وإبراهيم، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد، وأبي علي، والأصم، والمراد باللعن لآكلها؛ لأن الشجرة لا ذنب لها فتلعن.
وقيل: وصفت باللعن؛ لأنه الإبعاد من رحمة الله، وهي في أصل الجحيم في أبعد مكان من الرحمة.
وقيل: العرب تقول لكل طعام كرهته صار ملعونا.
وقيل: الشجرة الملعونة في القرآن :بنو أمية.
وقرء في الآحاد: والشجرة بالرفع، أي والشجرة كذلك، - أي فتنة- ؛ لأن المشركين قد سخروا، وقالوا: كيف تنبت شجرة في النار وهي تحرق الحجارة، وذلك لجهلهم بأنه تعالى قادر على ما يشاء إيجاده، ولا تأثير لغيره، ولهذا فإن النعامة تأكل النار، وكذلك في بلاد الروم دويبة يقال لها السمندل (1) ، وقيل: السمندر تتخذ من وبرها مناديل إذا أنسجت طرحت في النار فيذهب الوسخ ولم تؤثر فيها النار،
فثمرة ذلك:
पृष्ठ 163