قال جار الله-رحمه الله- : لأن دعاءهما باسمهما: من الجفاء وسوء الأدب، وعادة الدعار قال: ولا بأس به من غير وجهه، كما قالت عائشة -رضي الله عنها-: نحلني أبو بكر كذا.
وقوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}
فيه وجهان:
أحدهما: واخفض لهما جناح الذليل أو الذلول كما قال تعالى: { واخفض جناحك للمؤمنين }، وأضاف الجناح إلى الذل كما أضيف حاتم إلى الجود.
والثاني: أنه تعالى جعل للذل لهما جناحا استعارة،
وقد جاء مثل هذا في كلام لبيد (1) ، فإنه جعل للشمال يدا حيث قال:
وغداة ريح قد نشقت وقرة
إذ أصبحت بيد الشمال زمامها
والمعنى ترك الترفع كما يتركه الطير بخفض جناحه إذا ذل .
وقوله تعالى:{وقل رب ارحمهما}
المعنى وادع الله أن يرحمهما.
قال الحاكم: هذا إذا كانا مؤمنين لا إن كانا كافرين، لقوله تعالى في سورة براءة:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى}.
قال جار الله: وإذا كانا كافرين: فله أن يسترحم لهما بشرط الإيمان، وأن يدعو الله لهما بالهداية والإرشاد.
ومن الناس من قال: كان الدعاء إلى الكفار جائزا ، ثم نسخ.
पृष्ठ 152