قال في منتخب الأحياء: العابد اشتغل بالعبادات القلبية (1)
وعالم اشتغل بما ينفع الناس بدينهم كالمفتي.
ورجل يشتغل بما الناس بدينهم كالمفتي ورجل اشتغل بمصالح الناس كالسلطان والقاضي، وما ورد من الإجمال في الطلب فليس المراد به الترك، بل أريد الإقساط والبعد من الحرام.
الآثار:
قال لقمان لابنه: استعن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: أرق في دينه، وضعف في عقله، وذهاب في مروءته.
وسئل إبراهيم عن التاجر الصدوق أهو أحب إليك أو المتفرغ للعبادة؟
قال: التاجر الصدوق أحب إلي؛ لأنه في جهاد، يأتيه الشيطان من قبل المكيال والميزان، ومن قبل الأخذ والعطاء.
وقيل لأحمد ما تقول فيمن جلس في بيته أو مسجده وقال: لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي؟ فقال أحمد: هذا رجل جهل العلم.
وقال أبو قلابة لرجل: لأن أراك تطلب معاشك أحب إلي من أن أراك في زاوية المسجد.
قال الغزالي: التكسب أفضل لقدر الكفاية له، ولعوله لا لطلب الزائد؛ لأن ذلك إقبال على الدنيا التي حبها رأس كل خطيئة، ولو كان يحصل رزقه بغير سؤال فالتكسب أفضل؛ لأنه إذا انقطع عن التكسب فهو سائل بلسان الحال، إلا لمن تقدم أنه مستثنى ، وهذا مذهب جماهير العلماء.
पृष्ठ 124