منها: ما وقع للشيخ محمود الكردي (١) من صلحاءِ أصحاب البدر الحفني (٢) قال: رأيتُ النبي ﷺ في المنام يقول: علي الصعيدي خليفتي، فلما انتبهتُ وخطرَ ببالي الشيخُ .. قلت: علي الصعيدي غيرُه كثير، فنمتُ، فرأيته ثانيةً يقول: علي الصعيدي هذا ويُشيرُ للشيخ.
ورأى بعضُ الصلحاءِ النبيَّ ﷺ في المنام في محراب الأزهر، والطلبةُ تعرِضُ عليه تقاييد الأشياخِ، فلما رأى ما قُيِّدَ عن الشيخِ .. صار يقول بِذُلٍّ وانكسارٍ: يا علي، ويُكرِّرُها.
ورآه الشيخُ نفسُهُ في المنام وقال له: أجزني، فقال: أجزتك. وأمثالُ ذلك كثير.
ورأى غيرُ واحدٍ من الصُّلحاءِ النبيَّ ﷺ في المنام يأمرُهم بالحضورِ عليه.
وآخرُ رأى مالكًا والشافعيَّ في مجلِسِ تدريسِهِ.
ويشهد له بالمعرفةِ والصلاحِ مَنْ أنصَفَ من أهل عصرِه، وكثيرًا ما يُوصينا مَن اجتمعنا عليه من الصالحين بملازمتِهِ مع الاعتناء، ولقد
(١) الإمام العلامة محمود بن محمد بن يزيد الكوراني الكردي الخلوتي، أخذ العهد عن الشمس الحفني المذكور، ونزل القاهرة وتوفي بها سنة (١١٩٥ هـ).
انظر " عجائب الآثار " (٣/ ٢٣٨)، " هدية العارفين " (٢/ ٤١٧).
(٢) شمس الدين محمد بن سالم الحفني المتقدم ترجمته.