ताज़यीन असवाक
تزيين الأسواق في أخبار العشاق
هي الشبه اعطافًا وجيدًا ومقلة ... ومية أبهى بعد منها وأملح
ومنها:
على حين راهقت الثلاثين وارعوت ... لذاتي فكد الحلم بالجهل يرجح
إذا خطرت من ذكر مية خطرة ... على القلب كادت في فؤادي تجرح
تصرف أهوى القلب مني ولا أرى ... نصيبك من قلبي لغيرك يمنح
فبعض الهوى بالهجر يمحي فينمحي ... وحبك عندي يستجد ويرجح
ولما شكوت الحب كيما تثيبني ... بوجدي قالت إنما أنت تمزح
بعادًا وادلالًا علي وقد رأت ... ضمير الهوى قد كاد بالجسم يبرح
لئن كانت الدنيا عليّ كما أرى ... تباريح من ذكراك فالموت أروح
ومنها:
خليلي عدا حاجتي من هواكما ... ومن ذا يواسي النفس إلا خليلها
ألما بمي قبل أن تطرح النوى ... بنا مطرحًا أو قبل بين يزيلها
وإن لم يكن إلا تعلل ساعة ... قليلًا فإني نافع لي قليلها
ومنها:
خليلي عوجا من صدور الرواحل ... بمجهود حزوي فابكيا في المنازل
لعل انحدار الدمع يعقب راحة ... من الوجد أو يشفي وحيّ البلابل
ومنها:
ولما تلاقينا جرت من عيوننا ... دموع كففنا غربها بالأصابع
ونلنا سقاطًا من حديث كأنه ... جنى النحل ممزوجًا بماء الوقائع
ومنها:
إذا هبت الأرياح من نحو جانب ... به آل مي زاد قلبي هبوبها
هوى تذرف العينان منه وإنما ... هوى كل نفس أين حل حبيبها
أخبار مالك وصاحبته جنوب
هو مالك بن الحرث بن الصمصامة بن أخرش الجعدي من بني أخرش أخو ذي الرمة قال في الأنساب هم أكبر فخذ من قحطان ولم يعقب أخو ذي الرمة غيره وغير مسعود وهمام وهم قبائل معروفة.
وكان مالك شجاعًا جلدًا نجدة ولكنه مات بالعشق على نحو ثمان وعشرين من عمره.
وجنوب هي بنت قيس بن أصبغ بن محصن بن أخرش الجعدي، علقها شابين وسبب ذلك أنه جاء يومًا إلى أخيها الأصبغ يسترفقه إلى حي من كنانة لحاجة عرضت لمالك عندهم لما بينهم من الصحبة والقرابة فرأى جنوب وقد ألقت ما عليها خلاسب أخضر شفاف فرآها على بغتة فوقعت من قلبه فعاد وقد تمكن حبها منه فأفضى بذلك إلى رجل من أصحابه فوشى به إلى أخيها، وكان معروفًا بالشجاعة فحلف ليقتلنه إن تيقن ذلك فمضها يومًا مجلس وقد قبلت جنوب فلم يستطع أن يكلمها وأخذته رعدة فضمه شخص إلى صدره، وفطن الأصبغ فقام خجلًا وبقي مالك مغشيًا عليه، فلما أفاق أنشد:
خليلي إن حانت وفاتي فادفنا ... برابية بين المقابر فالنفر
لكيما تقول العبدلية كلما ... رأت جدثي سقيت يا قبر من قبر
وفي النزهة فادفنا عظامي ما بين الربية فالنفر. قال والربية طريق بين نجد وتهامة تسلكه العرب، والنفر تربة مشهورة. وهذه الرواية أصح وأنسب بالمعنى، وفيها بدل سقيت حييت ثم إن العرب نجعوا نجعة وسيمة يعني مكانًا أمطر وأعشب سابقًا، فوقف مالك يتصفح الظعن متخفيًا حتى مرت جنوب فأخذ بطام بعيرها وأنشد:
رأيتك إن أزمعتم اليوم نية ... وغالك مصطاف الحمى ومرابعه
أترعين ما استودعت أم أنت كالذي ... إذا ما نأى هانت عليه ودائعه
فبكت ثم قالت أرعى والله ولا تهون عندي ودائعه فأطلقها ومضى في نشيده يقول:
ألا إن وردًا دونه قلة الحمى ... مني النفس لو كانت تنال شرائعه
فلا أنا فيما صدني عنه طامع ... ولا ارتجى وصل الذي هو قاطعه
وكيف ومن دون الورد عوائق ... وأجنح حال ما أحب ومانعه
ثم انصرف فبات ليلة قلقًا، فلما أصبح ركب وضرب الفضاء لينزه نفسه فبينما هو على ماء يستريح إذ سمع شخصًا يشتكي إلى شخص ثقل رأسة وقلة سمعه فقال له منذ كم أصابك قال من أمس، فقال هذا من الهواء الذي كان بارحة أمس فإنه جنوب وهواء الجنوب ضار.
فلما طرق الكلام رأسه قال أي والله ولا أضر من هواها أجد وسقط كالمصروع فجاؤوا إليه واحتملوه بعد أن قارب الفراق، ثم مضوا به إلى الحي فقام ليلتين ثم قضى.
1 / 66