ताज़यीन असवाक

दाऊद अन्ताकी d. 1008 AH
158
وغانية لم تعد عشرين حجة ... أقول لها قولًا لديه صواب عليك زكاة فاجعليها وصالنا ... لأنك في العشرين وهي نصاب وقال بعضهم: قم بنا يا نور عيني ... نجعل الشك يقينا فإلى كم يا حبيبي ... يأثم القائل فينا وقلت: تملكت أوصاف المحاسن والبها ... وزينت أرباب اللطافة والعقل فمذ أعجز الحساد شيء تقوله ... رموك بأوصاف القطيعة والبخل فلا تثبتي بالهجر زور كلامهم ... ولكن صليني وابطلي الزور بالنقل ولا تمطلي بالوعد قلبًا معذبًا ... وإن صح أن الشيء يعذب بالمطل فصل في ذكر الرسل والرسائل وتلطف الأحباب بالوسائل وهو باب قد لهج به لسان كل عاشق وترجمه كل رائق وموضوعه الاستعطاف بالانصاف ومادته زخرفة القول وغايته طلب الائتلاف ومن ألطف ما وقع فيه كلام الواوي الدمشقي. بالله ربكما عوجا على سكني ... وعاتباه لعل العتب يعطفه وحدّثاه وقولا في حديثكما ... ما بال عبدك بالهجران تتلفه فإن تبسم قولًا في ملاطفة ... ما ضر لو بوصال منك تسعفه وإن بدا لكما في وجهه غضب ... فغالطاه وقولا ليس نعرفه وقال آخر: ألا يا نسيم الريح بلغ رسالتي ... سليمى وعرض بي كأنك مازح فإن أعرضت عني فموّه مغالطًا ... بغيري وقل ناحت بذاك النوائح وقال القاضي مجد الدين: شكرًا لنسمة أرضكم ... كم بلغت عني تحية كم قد أطالت بل أطابت ... في رسائلها الذكية لا غرو أن حفظت أحاديث ... الهوى فهي الذكية وهو مأخوذ من كلام الصلاح الصفدي يا طيب نشر هب لي من أرضكم ... فأثار كامن لوعتي وتهتكي أهدي تحيتكم وأشبه لطفكم ... وروى شذاكم إن ذا ريح ذكي ويجب اختيار الرسول وأن يكون ذا عفة وصيانة ومروأة وديانة لئلا ينقلب عند مشاهدة المحبوب عاشقًا ويخلص من سلطان المحبة والمطلوب أن يكون بالحجة ناطقًا وللعشاق في هذا المساق كلام لا تحصره الأوراق قال ابن سنا الملك. راح رسولًا فجاءني عاشقًا ... وعاقه عن رسالتي عائق وعادلًا بالجواب بل بجوى ... أخرسه والهوى به ناطق وقال أيضًا: راح الرسول إليه وهو مفند ... رجع الرسول إليّ وهو متيم وما ألطف قول الأرجاني في هذا المعنى. قسمًا لقد رجع النسيم عليلًا ... لما سرى مني إليك رسولا ودرى بحبك أنه قد خانني ... فغدًا يجر من الحياء ذيولا ومن ألطف ما وقع في الرسائل من النكت العجيبة والطرف الغريبة الناشئة عن فرط الذكاء الذي يغلب نوره على ابن ذكاء إن ابن السلطان صلاح الدين افتتن بقينة حتى تملك حبها قلبه فعلم أبوه أمره فمنعه عنها فازداد غمه فأرسلت إليه كرة عنبر فلما كسرها وجد فيها زرًا من ذهب فلم يدر ما أرادت بذلك فأطلع على سره القاضي الفاضل فقال: أهدت لك العنبر في وسطه ... زر من التبر قليل اللحام فالزر والعنبر معناهما ... زر هكذا مختفيًا في الظلام ومثله أن رجلًا دعا محبوبته إلى النزهة فأرسل إليها بمروحة وباقة نرجس وسكر نبات وشرابة وعود فأرسلت إليه بخيط أحمر وصبارة وثلاث كمونات سود وغاسول وزر وفي ذلك من لطيف الاشارة ما يدق عن الافهام فأنه أراد بالمروحة نروح وبالنرجس إلى الزهر وبالسكر النبات نبيت ليله وبالشراب نشرب وبالعود الغناء وأرادت بالخيط الأحمر أنها حائض وبالصبارة أن تصبر وبالثلاث كمونات ثلاث ليال وبالغاسول الاغتسال وبالزر الزيارة بعد ذلك وقلت ولم أسبق إلى هذا المعنى فيما أظن. رسولي تلطف واجر ذكري لها فإن ... رأيت الرصافي وجهها فأبسط الشكوى وإن أعرضت فاطو الذي قد نشرته ... ودعني بنيران الهوى في الهوى أكوى فقد صرت أرضى كل ما ترضى به ... واستعذب التعذيب في السر والنجوى

1 / 158