174

तैसीर तफ़्सीर

تيسير التفسير

शैलियों

{ ومن يبتغ غير الإسلام } أى غير الانقياد لله والتوحيد، كاليهودية والنصرانية وعبادة الأصنام والنجوم والقمرين والاستواء على المعقول والتجسيم { دينا } تمييز لإبهام الغيرية،أو بدل من غير، أو مفعول به، فيكون غير حالا من دينا على هذا { فلن يقبل منه } فعبادته كلا عبادة،، لا ثواب عليها، وعليه العقاب الدائم الذى لا يشبهه عقاب { وهو فى الأخرة من الخاسرين } كالذين لا رأس مال لهم ولا فائدة، فإنهم أضاعوا ما جبلوا عليه من الإسلام،

" كل مولود يولد على الفطرة "

، وأضاعوا أجنتهم وأزواجهم وقصورهم فى الجنة، حرموا الثواب، وعوقبوا بالنار الدائمة، وفى متعلقة بمحذوف، أى خاسر فى الآخرة من جملة الخاسرين، وخاسر خبر. ومن الخاسرين خبر ثان، ولم أعلقه بخاسرين لأن أل موصولة، فمعمول صلتها لا يتقدم إلا فى قول بعض إنه يجوز فى الفواصل ما يجوز فى الشعر، ووجه آخره أنه يتوسع فى الطروف، ووجه آخر هو أنه نقول أل حرف تعريف، وكذا تفعل فى مثل ذلك، كقوله تعالى:

وكانوا فيه من الزاهدين

[يوسف: 20]، والمراد بالإسلام فى الآية التوحيد وفعل الواجبات وترك المحرم، فذلك هو الدين في الآية، ويطلق الإيمان على التوحيد والفعل والترك المذكورين، وقد يطلق على التوحيد، وقد يطلق على الفعل والترك، وكذلك الإسلام يطلق على هذه الإطلاقات، وقد استدل بالآية على أن الإيمان هو الإسلام، إذ لو كان غيره لم يقبل، وأجيب بأن قوله لن يقبل منه ينفى قبول كل دين يباين دين الإسلام والإيمان وإن كان غير الإسلام لكنه دين لا يباين الإسلام بل هو بحسب الذات وإن كان غيره بحسب المفهوم، ولا يقبل توحيد بلا عمل وتقوى، ولا هما بلا توحيد.

[3.86-87]

{ كيف يهدى الله } هداية توفيق، وأما هداية بيان فوقعت لهم { قوما } هم هؤلاء الاثنا عشر المرتدون، استبعد هدايتهم أو نفاها، لأنهما كهم فى الضلال بالردة بعد غاية وضوح دين الإسلام، كما قال { كفروا بعد إيمانهم } وذلك فى الاثنى عشر المذكورين، قضى الله عليهم ألا يتوبوا إلا الحارث بن سويد، وليس كل مرتد لا يتوب، فإن بعض المرتدين تابوا وأصلحوا، وقد شرط الله تعالى فى خذلانهم قوله:

فيمت وهو كافر

[البقرة: 217]، فيجوز أن يموت المرتد بعد توبته من الردة، والآية استبعاد لتوبة المرتد، لا نفى، أو هى نفى فى حق الاثنى عشر، لعلم الله أنهم لم يتوبوا من قلوبهم، ولا يصلحون، ولو أرسلوا من مكة إلى أهلهم بالمدينة، انظروا، هل لنا من توبة، فالآية مؤيسة لهم عن أن يوفقوا، وقيل الآية فى اليهود والنصارى، آمنوا به صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ولما بعث كفروا حسدا، إذ كان من غيرهم { وشهدوا أن الرسول حق } عطف على المعنى كما يقال فى غير القرآن عطف توهم، كأنه قيل بعد ما آمنوا وشهدوا فهو محفوظ بعد إيمانهم وشهادتهم أن الرسول حق، أو حذف حرف المصدر، أى وما شهدوا، أى وشهادتهم، أو نزل الفعل منزلة الاسم، كما هو أحد أوجه فى، تسمع بالمعيدى خبر من أن تراه، أو كفروا والحال أنهم قد شهدوا أن الرسول حق، والآية دليل على أن الإقرار، غير الإيمان، بل الإيمان تصديق بالقلب، والإقرار وهو الشهادة إخبار باللسان عما فى القلب، وقد يشهد ويقر ويوهم أن قلبه مواطىء للسانه وليس كذلك، ولا يكفى الاعتقاد عن الإقرار فى التوحيد عند الجمهور، وذلك أن العطف يقتضى التغاير والقيد، وهو الحال مثلا غير المقيد وجآءهم البينات } الحجج الظاهرة على صدق النبى صلى الله عليه وسلم عطف على شهدوا، أو المراد، والحال أنهم جاءهم البينات { والله لا يهدى القوم الظالمين } هؤلاء المرتدين أو مطلق الكافرين بالردة أو بغيرها فقد ظلم نفسه وغيره.

{ أولئك جزآءهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين }.

अज्ञात पृष्ठ