172

तैसीर तफ़्सीर

تيسير التفسير

शैलियों

" لي الواجد ظلم "

، يلوون ألسنتهم بالتحريف، قيل، يميلون ألسنتهم بالمتشابه { لتحسبوه } أى لتظنوا أيها المؤمنونن، أو أيها الناس مطلقا ما فعلوا { من الكتاب } التوراة { وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله } تارة يقولون هو من الكتاب وتارة يقولون هو من عند الله، أى من التوراة المنزلة من عند الله، أو من سائر وحى الله، من مطلق كتبه، أو فى غير كتاب يعالجون إيهام الناس بكل وجه أمكن { وما هو من عند الله } أمرا أو إنزالا فى كتاب، ولو كان من عنده خلقا، لأن أفعال الخلق ولو معاصى مخلوقه من الله { ويقولون على الله الكذب } المذكور وغيره من سائر ما يفترونه على الله { وهم يعلمون } أنهم كاذبون فيما قالوا، رد عليهم، لعنهم الله، بقوله، لتحسبوه، وقوله، وما هو من الكتاب، وقوله، وما هو من عند الله، وقوله، ويقولون على الله الكذب، وشنع عليهم بتصريحهم بأنه من عند الله زيادة على تلويحهم وإبهامهم، وبأنهم عامدون الكذب، وقيل الآية فى النصارى أيضا، لأنهم حرقوا أيضا الإنجيل، والآية ظاهرة، فى أن الكذب يكون بعمد وبلا عمد وفى قوله، وما هو من عند الله تأكيد لقوله، وما هو من الكتاب، وعن ابن عباس، هم اليهود الذين قدموا على كعب بن الأشرف، غيروا التوراة وكتبوا كتابا بدلوا فيه صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت قريظة ما كتبوه، فخلطوه بالكتاب الذى عندهم، قال صلى الله عليه وسلم

" شرار الناس شرار العلماء "

، فإن هذا الإفساد نشأ من الأحبار والرهبان، والتحريف فى بعض نسخ التوراة دون بعض، وتارة يحرفون بالكتابة فيها وتارة بالنطق دونها، وكذا الإنجيل إذا جاءهم ما يكرهون غيروا معناه بالخط عليه، أو بزيادة ما أرادوا، أو بأن لا يقرأوه، كما عبد الله بن سلام لقارىء التوراة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شأن الرجم، ارفع يدك، وقد غطى بها على آية الرجم فرفع، فظهرت، لا كما زعم بعض أنه لا يقع التحريف إلا باللسان، وبسطت فى قذى العين على أهل العين كلاما ردا على كافر إنكليزى.

[3.79]

{ ما كان } ما صح، أو ما استقام، أو ما ثبت شرعا ولا عقلا، والآية رد على من قال من المسلمين، يا رسول الله، دعنا نسجد لك، لو أنا نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض، أفلا نسجد لك، فقال: لو أمر بشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا سجود إلا لله، ولكن أكرموا نبيكم، واعرفوا الحق لأهله، ورد على نصارى نجران وغيرهم، إذ قالوا، إن عيسى أمرهم أن يتخذوه ربا، وعلى النصارى واليهود إذ نهاهم صلى الله عليه وسلم عن عبادة عزير والمسيح والأحبار والرهبان، فقالوا، أنتخذك ربا، أتريد ذلك، والمتبرز فى ذلك أبو رافع القرظى من اليهود، ورجل من نصارى العرب يلقب السيد النجرانى، قال: يا محمد أتريد أن نجعلك ربا، وقال: معاذ الله أن يعبد غير الله، وأن نأمر بعبادة غير الله، ورد على قريش إذ نهاهم عن عبادة الملائكة، فقالوا له مثل ذلك، أو دعنا نفعل، فقال، ما كان { لبشر أن } يجعله الله نبيا، ثم يأمر الناس بعبادة نفسه وينهاهم عن عبادة الملائكة والأنبياء وغيرهم، بل يقتصر على الأمر بطاعة الله وعبادته، فنفى اللياقة غير متسلط على قوله { يؤتيه الله الكتاب } الآمر بالتوحيد، والناهى عن الإشراك كالتوراة والإنجيل والقرآن وكل كتب الله لذلك { والحكم } الفهم للحكمة التى تكمل بها النفوس الموجبة لاعتقاد أن ما سوى الله مربوب { والنبوة } التى هى أعلى المراتب الداعية إلى التوحيد والعبادة لله عز وجل والآداب، بل متسلط على قوله { ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله } أى عبادا لى خاصة، لا لله، أو عبادا لى على الاستقلال، أو عبادا لله على الاستقلال، ولم يقل عبيدا لأنه لا يختص بالعبادة بل بمعنى الملك بخلاف عباد، لا يقال عباد زيد، بل عبيده، وثم لمجرد الترتيب، أو على أصلها، بمعنى أنه إذا كان لا يليق على مهلة فأولى ألا يليق بعدلة، وقيل المعنى، ما كان لبشر أن يؤتى النبوة ثم يترتب على ذلك أمره بعبادة نفسه، ونهيه عن عبادة الملائكة والنبيين على استواء الكل فى عدم استحقاق العبادة، ولم يقل ما كان لأحد بل لبشر إيذانا بأن البشرية تنافى المعبودية { ولكن } كان لبشر أن يستقيم له شرعا وعقلا أن يقول { كونوا ربانيين } وهذا أولى من العطف على يقول، باعتبار أن معنى ما كان إلخ لا يقول للناس كونوا عباد لى من دون الله، ولكن كونوا ربانيين، كقولك، لا تقل قام زيد لكن قعد عمرو، أى لكن قل قعد عمرو، والعاطف الواو، وأولى من اعتبار أن المعنى لا يكونون قائلين لذلك، ولكن كونوا ربانيين، لأنه خلاف الظاهر، والربانيون نسب للرب بزيادة الألف والنون شذوذا قياسا، التحتانى والفوقانى واللحيانى والرقبانى، لعظيم اللحية والرقبة، والصمدانى والجسمانى والحمانى لعظيم الجمة، ومعنى الربانى الكامل علما وعملا، أو سلما وحكمة، أو نسب إلى ربان، وربان وصف كشبعان، فالنسب مبالغة، كقولك فى أحمر أحمرى، تريد أنه شديد الحمرة لا النسب إلى من هو أحمر، فيكون النسب قياسا، وزعم بعض أنه سريانى { بما كنتم تعلمون الكتاب } لكونكم تعلمون التوراة والإنجيل، أو كليهما { وبما كنتم تدرسون } وبكونكم تدرسونه وأن للحقيقة، وفائدة العلم معرفة الحق والعمل به واعتقاده، وأهل الكتاب يعرفون الحق ولا يعتقدونه ولا يعملون به، فمن جمع علما ولم يجعله وسيلة إلى العمل اشبههم، وكان كغارس شجرة معجبة، لا ينتفع بثمرها، والاعتقاد نسبة الخبر بالصدق باختياره والمعرفة أعم، والدرس تكرير العلم لئلا ينسى، والباءان متعلقتان يكونوا، ويجوز تعليقهما بربانيين، وقدم العلم لفضله على الدرس، ولأن علم كتاب الله أفضل من درس الفقه إن كان الدرس درس الفقه.

[3.80]

{ ولا يأمركم } أى الله، أو البشر على معنى، ولكن يقول، كونوا... الخ ولا يأمركم الخ، فكيف يأمركم بعبادة نفسه، والعطف على ما كان، أو الواو للحال ولا أثبت واو الاستئناف، لأن الواو حرف معنى فى مثل ذلك، والاستئناف ليس معنى، بوضع له الحرف، والأنسب بالاستئناف ترك الواو { أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا } كما اتخذت الصائبة الملائكة إربابا فيما قل، واليهود عزيرا والنصارى المسيح { أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون } بعد وقت إسلامكم، والاستفهام توبيخ على كفرهم، وما يبنى على قولهم من التهاون بالكفر والتلويح بالبهت فيه أو تعجيب للمسلمين.

[3.81]

{ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين } أمرهم أن يعطوا الله الميثاق فى الإيمان بمحمد فأعطوه، فأخذه منهم، أو أخذه منهم بمعنى إلزامه إياهم الميثاق بالإيمان به صلى الله عليه وسلم، فإذا لزمهم ذلك فأولى أن يلزمهم أممهم، والعهد مع المتبوع عهد مع التابع أو أراد ميثاق النبيين وأممهم فحذف، والأولى أولى، لأن المفهوم أولى من المضمر إذا احتملا، أو أراد الميثاق الذى وثقوه على أممهم، أو ميثاق أولاد النبييين هم بنو إسرائيل، ويبعد أنه سمى بنى إسرائيل أنبياء تهكما بهم، إذ قالوا، نحن أولى بالنبوة من محمد، لأنا أهل كتاب والنبييون منا، ونحن أبناء الله وأحباؤه وقد أئتمنهم على الإيمان به فكفروا، فقال، وإذ أخذ الله ميثاق هؤلاء النبيين، كمن أئتمنه على شىء فجاز وادعى الوفاء أو لم يدعه، فقلت له، يا أمين، ماذا صنعت بأمانتى، وخرج أبو يعلى عن جابر بن عبيد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

अज्ञात पृष्ठ