عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى يوم بدر عن أن يقتل أحد من بني هاشم فأبشروا، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام فقال: من هاهنا من بني هاشم فمر علي عليه السلام على أخيه عقيل بن أبي طالب،فحاد عنه، فقال له عقيل: يا ابن أمي، أما والله لقد رأيت مكاني، قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: هذا أبو الفضل (أي العباس رضي الله عنه) في يد فلان، وعقيل في يد فلان ، وهذا نوفل بن الحارث في يد فلان، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتهى إلى عقيل فقال: ((يا أبا يزيد قتل أبوجهل، فقال: إذا لا تنازعون في تهامة فإن كنتم أثخنتم القوم وإلا فاركبوا أكتافهم، قال: فجيء بالعباس فقال له: ((افد نفسك وافد ابن أخيك، فقال: يا محمد تتركني أسأل قريشا؟ فقال: أعط مما خلفت عند أم الفضل فقلت: إن أصابني شيء في وجهي هذا فانفقيه على ولدك ونفسك، فقال: يا ابن أخي من أخبرك بهذا؟ فقال: أتاني به جبريل من عند الله، قال: ومحلوفه ما علم بها أحد إلا أنا وهي، أشهد أنك رسول الله))، قال: فرجع الأسرى كلهم مشركين إلا العباس وعقيلا ونوفلا، وفيهم نزلت هذه الآية: {يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم}[الأنفال:70]...إلى آخرها.
وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني إملاء، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن أوس الأنصاري الكوفي، قال: حدثنا نصر بن وكيع، قال: حدثنا أبي عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه.
عن أبي ذر رحمة الله عليه قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتاه أعرابي على ناقة له فنزل ودخل فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمامه، ثم قال: ((حدث الناس بما كان من أمر ثعلبك)) قال: يا رسول الله، أنا رجل من أهل نجران جئت أحطب من واد يقال له: وادي السيال، فبينما أنا في الوادي أحطب الحطب على راحلتي هذه إذا أنا بهاتف يهتف من جانب الوادي:
يا حامل الجرزة من سيال
وحسن شكر آخر الليالي
ومن سعير النار والإنكال ... هل لك في أجر وفي نوال
أنقذك الله من الأغلال
فامنن فدتك النفس بالإفضال
وحلني من وهق الحبال
فالتفت فإذا ثعلب إلى شجرة، فقال الثعلب:
يا حامل الجرزة للأيتام
إعجب من الساجد للأصنام
هذا الذي بالبلد الحرام
وبالهدى والدين والأحكام
والبر والصلات للأرحام ... عجبت من شأني ومن كلامي
مستقسم للكفر بالأزلام
نبي صدق جاء بالإسلام
وبالصلاة الخمس والصيام
مهاجر في فتية كرام
غير معازيب ولا لئام فذهبت لأحله فإذا بهاتف آخر يقول:
पृष्ठ 49