119

أما بعد: فإنكم إن لحقتم بي استشهدتم وإن تخلفتم عني لم تلحقوا النصر والسلام.

فلما وافى زبالة استقبله الطرماح الطائي الشاعر فقال له الحسين عليه السلام: من أين خرجت؟ قال: من الكوفة، قال: كيف وجدت أهل الكوفة؟ قال: يا ابن رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم عليك، فقال له الحسين عليه السلام: صدقت، الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون، فلما وافى كربلاء، قال: في أي موضع نحن؟ قالوا: بكربلاء، قال: كرب والله وبلاء، هاهنا مناخ ركابنا ومهراق دمائنا، ثم أقبل في جوف الليل يتمثل ويقول:

يا دهر أف لك من خليل

من ميت وصاحب قتيل ... كم لك في الإشراق والأصيل

والدهر لا يقنع بالبديل

وكل حي سالك السبيل

فقالت أخته زينب: لعلك تخبرنا بأنك تقصد نفسك، فقال عليه السلام: لو ترك القطا لنام.

وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن محمد بن الحسن العقيقي، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا الحسن بن محمد الكوفي ، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن محمد بن رستم، عن زاذان.

पृष्ठ 161