214

तयसीर बि शरह

التيسير بشرح الجامع الصغير

प्रकाशक

مكتبة الإمام الشافعي

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशन वर्ष

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

प्रकाशक स्थान

الرياض

من خلوّ الْمعدة (فَإِنَّهُ بئس الضجيع) الْمضَاجِع لِأَنَّهُ يمْنَع رَاحَة الْبدن ويحلل الموادّ المحمودة بِلَا بدل ويشوّش الدِّمَاغ وَيُورث الوسواس (وَمن الْخِيَانَة) مُخَالفَته الْحق بِنَقْض الْعَهْد فِي السرّ (فَإِنَّهَا بئست البطانة) أَي بئس الشَّيْء الَّذِي يستبطنه من أمره ويجعله بطانة (وَمن الكسل وَالْبخل والجبن وَمن الْهَرم وَإِن أرد إِلَى أرذل الْعُمر) الْهَرم والخرف أَو ضعف كالطفولية أَو ذهَاب الْعقل (وَمن فتْنَة الدَّجَّال) محنته وامتحانه وَهُوَ من الدجل التغطية لِأَنَّهُ يُغطي الْحق يباطله (وَعَذَاب الْقَبْر) أَي وَمن عَذَاب فِي الْقَبْر أَو أضيف للقبر لِأَنَّهُ الْغَالِب (وفتنة الْمحيا) بِفَتْح الْمِيم مَا يعرض للآدمي مدّة حَيَاته من الافتتان بالدنيا والجهالات أَو هِيَ الِابْتِلَاء مَعَ فقد الصَّبْر (وَالْمَمَات) أَي مَا يفتن بِهِ عِنْد الْمَوْت أضيفت إِلَيْهِ لقربها مِنْهُ (اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلك قلوبا أواهة) متضرعة أَو كَثِيرَة الدُّعَاء أَو الْبكاء (مخبتة) خاشعة مطيعة منقادة (منيبة) رَاجِعَة إِلَيْك بِالتَّوْبَةِ (فِي سَبِيلك) أَي الطَّرِيق إِلَيْك (اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلك عزائم مغفرتك) حَتَّى يَسْتَوِي المذنب التائب وَالَّذِي لم يُذنب فِي منَازِل الرَّحْمَة (ومنجيات أَمرك) مَا يُنجي من عقابك ويصون عَن عذابك (والسلامة من كل إِثْم) ذَنْب (وَالْغنيمَة من كل برّ) بِالْكَسْرِ خير وَطَاعَة (والفوز بِالْجنَّةِ) أَي بنعيمها (والنجاة من النَّار) أَي من عَذَابهَا ومرّ أَن هَذَا مقول للتشريع (ك عَن ابْن مَسْعُود) وَقَالَ صَحِيح قَالَ الْعِرَاقِيّ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ
(اللَّهُمَّ اجْعَل أوسع رزقك عليّ عِنْد كبر سني وَانْقِطَاع عمري) أَي إشرافه على الِانْقِطَاع فَإِن الْآدَمِيّ عِنْد الشيخوخة ضَعِيف القوى قَلِيل الكدّ عَاجز السَّعْي (ك عَن عَائِشَة) وَقَالَ حسن غَرِيب وردّ عَلَيْهِ بأنّ فِيهِ مُتَّهمًا
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْعِفَّة) أَي العفاف يَعْنِي التَّنَزُّه عَمَّا لَا يحل (والعافية فِي دنياي وديني) ويندرج فِيهِ الْوِقَايَة من كل مَكْرُوه (وَأَهلي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عورتي) عيوبي وخللي وتقصيري وَكلما يستحيي من ظُهُوره (وآمن روعتي) بِفَتْح الرَّاء خوفي من الروع بِالْفَتْح الْفَزع (واحفظني من بَين يَدي وَمن خَلْفي وَعَن يَمِيني وَعَن شمَالي وَمن فَوقِي وَأَعُوذ بك أَن أغتال) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي أهلك (من تحتي) أَي أدهى من حَيْثُ لَا أشعر بخسف أَو غَيره استوعب الْجِهَات السِّت بأجمعها (الْبَزَّار) فِي مُسْنده (عَن ابْن عَبَّاس) ضَعِيف لضعف يُونُس بن جناب
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك إِيمَانًا يُبَاشر قلبِي) أَي يلابسه ويخالطه (حَتَّى أعلم) أَجْزم وأتيقن (أَنه لَا يُصِيبنِي إِلَّا مَا كتبت لي) أَي قدرته عليّ فِي الْعلم الْقَدِيم الأزلي أَو فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ (ورضني بِمَا قسمت لي) أَي وَأَسْأَلك أَن ترزقني الرِّضَا بِالَّذِي قسمته لي من الرزق فَلَا أتسخطه وَلَا أستقله (الْبَزَّار عَن ابْن عمر) بن الْخطاب ضَعِيف لضعف سعيد بن سِنَان
(اللَّهُمَّ إِن إِبْرَاهِيم كَانَ عَبدك وخليلك) من الْخلَّة الصداقة والمحبة الَّتِي تخللت الْقلب فملأته (دعَاك لأهل مَكَّة بِالْبركَةِ) بقوله وارزقهم من الثمرات الْآيَة (وَأَنا مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك) لم يذكر الْخلَّة لنَفسِهِ مَعَ أَنه خَلِيل أَيْضا تواضعا ورعاية للأدب مَعَ أَبِيه (أَدْعُوك لأهل الْمَدِينَة) طيبَة (أَن تبَارك لَهُم فِي مدّهم وصاعهم) أَي فِيمَا يُكَال بهما بركَة (مثلي مَا باركت لأهل مَكَّة مَعَ الْبركَة بركتين) أَي أَدْعُوك أَن تضَاعف لَهُم الْبركَة ضعفى مَا باركته لأهل مَكَّة بِدُعَاء إِبْرَاهِيم (ت) وَكَذَا أَحْمد (عَن عَليّ) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(اللَّهُمَّ إنّ إِبْرَاهِيم حرم مَكَّة) أَي أظهر حرمتهَا بِأَمْر الله فَلَا يسفك فِيهَا دم إِنْسَان وَلَا يظلم فِيهَا أحد وَلَا يصاد صَيْده وَلَا يخْتَلى خلاه وَقَوله

1 / 215