तयसीर बि शरह
التيسير بشرح الجامع الصغير
प्रकाशक
مكتبة الإمام الشافعي
संस्करण संख्या
الثالثة
प्रकाशन वर्ष
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
प्रकाशक स्थान
الرياض
الله وَلَا يصير إِلَى إقبال الْخلق على الدُّنْيَا إِلَّا قلَّة التفكر فِي الْمَوْت (حب هَب عَن أبي هُرَيْرَة الْبَزَّار عَن أنس) وَهُوَ صَحِيح
(أَكْثرُوا ذكر الْمَوْت فَإِنَّهُ يمحص الذُّنُوب) يزيلها (ويزهد فِي الدُّنْيَا فَإِن ذكرتموه عِنْد الْغنى) بِكَسْر فَفتح (هَدمه وَإِن ذكرتموه عِنْد الْفقر أرضاكم بعيشكم) لِأَن نورّ التَّوْحِيد فِي الْقلب وَفِي الصَّدْر ظلمَة من الشَّهَوَات فَإِذا أَكثر ذكر الْمَوْت انقشعت الظلمَة واستنار الصَّدْر بِنور الْيَقِين فأبصر الْمَوْت فَرَآهُ قَاطعا لكل لَذَّة (ابْن أبي الدُّنْيَا) فِي كتاب الْمَوْت (عَن أنس) بِإِسْنَاد ضَعِيف كَمَا فِي المغنى
(أَكْثرُوا الصَّلَاة عليّ فِي اللَّيْلَة الغراء) النيرة المشرقة (وَالْيَوْم الْأَزْهَر) الصافي المضيء لَيْلَة الْجُمُعَة ويومها وقدّم اللَّيْلَة لسبقها فِي الْوُجُود ووصفها بالغراء لِكَثْرَة الْمَلَائِكَة فِيهَا لأَنهم أنوار وَالْيَوْم بالأزهر لِأَنَّهُ أفضل أَيَّام الْأُسْبُوع (فإنّ صَلَاتكُمْ تعرض عليّ) وَكفى للْعَبد شرفا وفخرا أَن يذكر اسْمه بَين يَدَيْهِ (هَب عَن أبي هُرَيْرَة عد عَن أنس) بن مَالك (ص عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (وخَالِد بن معدان) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين المهلمة (مُرْسلا) وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَن أبي هُرَيْرَة وبتعدد طرقه صَار حسنا
(أَكْثرُوا من الصَّلَاة عليّ فِي يَوْم الْجُمُعَة فَإِنَّهُ يَوْم مشهود تشهده الْمَلَائِكَة) أَي تحضره فتقف على أَبْوَاب الْمَسَاجِد يَكْتُبُونَ الأوّل فالأوّل ويصافحون الْمُصَلِّين وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُم (وَإِن أحدا لن يُصَلِّي عليّ إِلَّا عرضت عليّ صلَاته حِين يفرغ مِنْهَا) والوارد فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ أَلْفَاظ كَثِيرَة أشهرها اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم (٥ عَن أبي الدَّرْدَاء) وَرِجَاله ثِقَات
(أَكْثرُوا من الصَّلَاة عليّ فِي كل يَوْم جُمُعَة فَإِن صَلَاة أمتِي) عليّ وَالْمرَاد أمّة الْإِجَابَة (تعرض عليّ فِي كل يَوْم جُمُعَة فَمن كَانَ أَكْثَرهم عليّ صَلَاة كَانَ أقربهم مني منزلَة) وَمَا تقدم من مُطلق الْعرض مَحْمُول على هَذَا الْمُقَيد أَو أَن هَذَا عرض خَاص (هَب عَن أبي أُمَامَة) وَرِجَاله ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع
(أَكْثرُوا من الصَّلَاة عليّ فِي يَوْم الْجُمُعَة وَلَيْلَته لأنّ يَوْم الْجُمُعَة سيد الْأَيَّام والمصطفى سيد الْأَنَام فللصلاة عَلَيْهِ فِيهِ مزية لَيست لغيره (هَب عَن أنس) رمز لحسنه وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بل ضَعِيف لَكِن شواهده كَثِيرَة وَلَعَلَّ مُرَاده أَنه حسن لغيره
(أَكْثرُوا الصَّلَاة عليّ) فِي كل وَقت لَكِن فِي يَوْم الْجُمُعَة وليلتها آكِد (فإنّ صَلَاتكُمْ عليّ مغْفرَة لذنوبكم) أَي سَبَب لمغفرتها (واطلبوا إِلَى الدرجَة الْوَسِيلَة فإنّ وسيلتي عِنْد رَبِّي شَفَاعَة لكم) أَي لعصاة الْمُؤمنِينَ بِمَنْع الْعَذَاب أَو دَوَامه وَلمن دخل الْجنَّة بِرَفْع الدَّرَجَات فِيهَا (ابْن عَسَاكِر عَن الْحسن بن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(أَكْثرُوا من الصَّلَاة على مُوسَى) كليم الله (فَمَا رَأَيْت) أَي علمت (أحد من الْأَنْبِيَاء أحوط على أمتِي) أَي أَكثر ذبا (مِنْهُ) عَلَيْهِم وأجلب لمصالحهم وأحرص على مَا يَنْفَعهُمْ وَالتَّخْفِيف عَنْهُم (ابْن عَسَاكِر عَن أنس) بن مَالك
(أَكْثرُوا فِي الْجِنَازَة قَول لَا إِلَه إِلَّا الله) أَي أَكْثرُوا حَال تشييعكم للْمَيت من قَوْلهَا سرا فإنّ بركتها تعود عَلَيْهِ وَعَلَيْكُم أما الْجَهْر بهَا حالتئذ فَغير مَطْلُوب (فر عَن أنس) بِسَنَد فِيهِ مقَال
(أَكْثرُوا من قَول القرينتين) وهما (سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ) أَي أسبحه حامدا لَهُ فَإِنَّهُمَا يحطان الْخَطَايَا ويرفعان الدَّرَجَات (ك فِي تَارِيخه) عَن عليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أَكْثرُوا من شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله) أَي أَكْثرُوا النُّطْق بهَا مَعَ استحضارها فِي الْقلب (قبل أَن يُحَال بَيْنكُم وَبَينهَا) بِالْمَوْتِ
1 / 202