तयसीर बि शरह
التيسير بشرح الجامع الصغير
प्रकाशक
مكتبة الإمام الشافعي
संस्करण संख्या
الثالثة
प्रकाशन वर्ष
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
प्रकाशक स्थान
الرياض
ليدْخل (وَلَا تذروا) لَا تتركوا (فرجات) بِالتَّنْوِينِ جمع فُرْجَة (للشَّيْطَان) إِبْلِيس أَو أَعم (وَمن وصل صفا) بوقوفه فِيهِ (وَصله الله) برحمته وَرفع دَرَجَته (وَمن قطع صفا) بِأَن كَانَ فِيهِ فَخرج مِنْهُ لغير حَاجَة (قطعه الله) أبعده من ثَوَابه ومزيد رَحمته وَالْجَزَاء من جنس الْعَمَل وَهَذَا يحْتَمل الْخَبَر وَالدُّعَاء (حم طب عَن وَابْن عمر) بن الْخطاب وَصَححهُ الْحَاكِم وَابْن خُزَيْمَة
(أقِيمُوا الصُّفُوف فِي الصَّلَاة) عدّلوها وسوّوها باعتدال القائمين بهَا ندبا بِدَلِيل قَوْله (فإنّ إِقَامَة الصَّفّ من حسن تَمام) إِقَامَة (الصَّلَاة) لَا من واجباتها إِذْ لَو كَانَ فرضا لم يَجْعَل من حسنها إِذْ حسن الشَّيْء وَتَمَامه زَائِد على حَقِيقَته وَالْمرَاد بالصف الْجِنْس (م عَن أبي هُرَيْرَة) وَغَيره
(أقِيمُوا صفوفكم) سوّوها (فوَاللَّه لتقيمن) بِضَم الْمِيم أَصله لتقيمون (صفوفكم أَو ليخالفن الله بَين قُلُوبكُمْ) أَو للْعَطْف ردّد بَين تَسْوِيَة صفوفهم وَمَا هُوَ كاللازم وَهُوَ اخْتِلَاف فِي الْقُلُوب لنقيضها فَإِن تقدّم الْخَارِج عَن الصَّفّ تفوّق على الدَّاخِل جارّ إِلَى الضغائن فتختلف الْقُلُوب واختلافها يُفْضِي إِلَى اخْتِلَاف الْوُجُوه الْمعبر بِهِ فِي خبر (د عَن النُّعْمَان ابْن بشير) بشين مُعْجمَة وَسكت عَلَيْهِ أَبُو دَاوُد فَهُوَ صَالح
(أقِيمُوا) سووا (صفوفكم) فِي الصَّلَاة (وتراصوا) تضاموا وتلاصقوا فِيهَا حَتَّى يتَّصل مَا بَيْنكُم (فَإِنِّي أَرَاكُم) رُؤْيَة حَقِيقَة (من وَرَاء ظَهْري) من خَلْفي بِأَن خلق الله لَهُ إدراكا من خَلفه كَمَا يشْعر بِهِ التَّعْبِير بِمن الابتدائية (خَ ن عَن أنس) بن مَالك
(أقِيمُوا صفوفكم وتراصوا) تلاصقوا بِغَيْر خلل (فوالذي) أَي فوَاللَّه الَّذِي (نَفسِي) روحي (بِيَدِهِ) بقدرته وَفِي قَبضته (إِنِّي لأرى) بلام الِابْتِدَاء لتأكيد مَضْمُون الْجُمْلَة (الشَّيَاطِين) جنسهم (بَين صفوفكم) يتخللونها (كَأَنَّهَا غنم عفر) بيض غير ناصعة الْبيَاض وَفِيه جَوَاز الْقسم على الْأُمُور المهمة وَقَوله كَأَنَّهَا غنم عفر أَي تشبهها فِي الصُّورَة بِأَن تشكلت كَذَلِك وَالشَّيَاطِين لَهَا قوّة التشكل وَيحْتَمل فِي الْكَثْرَة والعفرة غالبة فِي أَنْوَاع غنم الْحجاز (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن أنس) بن مَالك
(أقِيمُوا الرُّكُوع وَالسُّجُود) أكملوهما وَفِي رِوَايَة أَتموا (فوَاللَّه أَنِّي لأَرَاكُمْ) بقوّة إبصار أدْرك بهَا وَلَا يلْزم رؤيتنا ذَلِك (من بعدِي) من ورائي كَمَا يفسره مَا قبله يَعْنِي بِخلق حاسة باصرة فِيهِ وَحمله على بعد موتِي خلاف الظَّاهِر (إِذا رَكَعْتُمْ وَإِذا سجدتم) حث على الْإِقَامَة وَمنع عَن التَّقْصِير فإنّ تقصيرهم إِذا لم يخف على الرَّسُول فَكيف يخفى على مرسله وَفِيه وجوب الطُّمَأْنِينَة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود ورد على من لم يُوجِبهَا (ق عَن أنس) بن مَالك
(أقِيمُوا الصلات وَآتوا الزَّكَاة وحجوا واعتمروا) إِن اسْتَطَعْتُم (واستقيموا) دوموا على الطَّاعَة واثبتوا على الْإِيمَان (يستقم بكم) أَي فَإِنَّكُم إِن اسْتَقَمْتُمْ مَعَ الْحق استقامت أُمُوركُم مَعَ الْخلق فَهُوَ رمز إِلَى قطع كل مَا سوى الله عَن مجْرى النّظر وَفِيه ردّ على من ذهب إِلَى عدم وجوب الْعمرَة (طب عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب بِإِسْنَاد حسن
(أكبر الْكَبَائِر الْإِشْرَاك بِاللَّه) يَعْنِي الْكفْر وآثر الْإِشْرَاك لغلبته فِي الْعَرَب وَلَيْسَ المُرَاد خصوصه لِأَن نفي الصَّانِع أكبر مِنْهُ وأفحش (وَقتل النَّفس) المحترمة بِغَيْر حق (وعقوق الْوَالِدين) الأصليين أَو أَحدهمَا بِقطع صلَة أَو مُخَالفَة فِي غير محرّم (وَشَهَادَة الزُّور) أَي الْكَذِب ليتوصل بِهِ إِلَى بَاطِل وَإِن قل وَذكر الْأَرْبَعَة لَيْسَ للحصر بل ذكر الْبَعْض الَّذِي هُوَ أكبر (خَ عَن أنس) بن مَالك
(أكبر الْكَبَائِر) أَي من أكبرها وَكَذَا يُقَال فِيمَا بعده (حب الدُّنْيَا) لأنّ حبها
1 / 198