414

तैसीर अल-अज़ीज़ अल-हमीद फी शरह किताब अल-तौहीद

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

संपादक

زهير الشاويش

प्रकाशक

المكتب الاسلامي،بيروت

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

प्रकाशक स्थान

دمشق

قوله: (قال: المودة): أي: المحبة التي كانت بينهم في الدنيا وتقطعت بهم وخانتهم أحوج ما كانوا إليها، وتبرأ بعضهم من بعض، كما قال تعالى عن إبراهيم الخليل ﵇: أنه قال لقومه: ﴿إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ ١. وهذه الآية وإن كانت نزلت في المشركين عباد الأوثان الذين يحبون أندادهم وأوثانهم كحب الله، فإنها عامة، لأن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ولهذا "قال قتادة: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾ [البقرة، من الآية: ١٦٦] . قال: أسباب الندامة يوم القيامة". والأسباب: المواصلة التي يتواصلون بها ويتحابون بها، فصارت عداوة يوم القيامة، يلعن بعضهم بعضًا. رواه عبد بن حميد وابن جرير فهذا حال من كانت مودته لغير الله فاحذر من ذلك.

١ سورة العنكبوت آية: ٢٥.
[٢٦- باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ١]
[الخوف على ثلاثة أقسام] .
الخوف من أفضل مقامات الدين وأجلها، فلذلك قال المصنف بوجوب إخلاصه بالله تعالى. وقد ذكره الله تعالى في كتابه عن سادات المقربين من الملائكة والأولياء والصالحين قال الله تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ ٢. وقال الله تعالى: ﴿وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ ٣.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ ٤. وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ﴾ ٥. وأمر بإخلاصه له فقال تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ ٦. وقال تعالى: ﴿فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾ ٧. وقال تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ﴾ ٨ [النحل: ٥٣] وهو على ثلاثة أقسام.

١ سورة آل عمران آية: ١٧٥.
٢ سورة النحل آية: ٥٠.
٣ سورة الأنبياء آية: ٢٨.
٤ سورة المؤمنون آية: ٥٧.
٥ سورة الأحزاب آية: ٣٩.
٦ سورة البقرة آية: ٤٠.
٧ سورة المائدة آية: ٤٤.
٨ سورة النحل آية: ٥٢.

1 / 416