عيناه شبيهتان بعيني «إبراهيم»، الذي كانت له نظرات كنظرات «نابليون» و«قيصر»، لا تعرف الرجفة من ذعر.
كان «لرمسيس الثالث» مظهر «مونتو» أخا غزوات ذا جمال فخم.
وبينما كنت أنظر ملحة، أبصرته يدنو إلى ناحية «أمينتريس»، وهي تهبط من الرواق.
قال: سلاما أيتها المليكة.
قالت: أجئت - يا صاحب الجلالة - تطوف مثلي سبهللا ها هنا؟
قال: ومن ذا الذي يستطيع معاصاة لجمال هذه الليلة، التي هي على غرار ما سلف في غابر الدهر من ليالينا؟ نعم، جئت مجيئك، وثلج بلقائك صدري، تعالي بنا نذكر عصورا خواليا.
ثم رأيتهما في غرفة العبادة جالسين إلى حاشية بعض الدعائم المبتورة، يتناجيان.
يقول «رمسيس» لها:
أنت موفورة الحسن، بمقدار ما كنت مليكة عظمى، ولئن غفل الناس عن ذكرك - والإنسان سريع النسيان - فلن تفتأ «مدينة طيبة»، و«سيين»، وأرض «أمينتت»، و«الدلتا»، و«منفيس» تذكر عهدك المملوء بالمفاخر، ولن يبرح سلطانك خالدا لا يزول، في كل ناحية من النواحي التي ثبت فيها أركان الوحدة القومية.
أنت حقا من جرثومة الآلهة، وأنا معشر جدودك؛ لنزهى بما نرويه من سيرتك؛ إذ حكمت مصر المقهورة في بلاد الحبش فاتحة «بيانكاري».
अज्ञात पृष्ठ