131
شاء خرج إليه فأخذ منه ما خرجت إليه ولو قيل: من مس هذا العمود مات لسرني أن أقوم إليه شوقا إلى الله وإلى رسوله.
٨٦ – [توبة القعنبي] أنبأنا الإمام أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني أنا الحسن بن أحمد بن عبد الله المقرىء أنا هلال بن محمد الحفار ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الصباح البزاز قال: لم يرو القعنبي عن شعبة غير هذا الحديث الواحد وله شرح: حدثني بعض القضاة عن بعض ولد القعنبي بالبصرة قال: كان أبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث فدعاهم يوما وقد قعد على الباب ينتظرهم فمر شعبة على حماره والناس خلفه يهرعون. فقال: من هذا؟ قيل: شعبة. قال: وأيش شعبة؟ قالوا: محدث. فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له: حدثني فقال له: ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك فأشهر سكينه وقال: تحدثني أو أجرحك؟. فقال له: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" [أحمد ٤/١٢١ – ١٢٢، البخاري ٣٤٨٣ – ٣٤٨٤، أبو داود ٤٧٩٧، ابن ماجة ٤١٨٣] . فَرَمَى سِكِّينَهُ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَامَ إِلَى جَمِيعِ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنَ الشَّرَابِ فَهَرَاقَهُ وَقَالَ لأُمِّهِ: السَّاعَةَ أَصْحَابِي يَجِيئُونَ فَأَدْخِلِيهِمْ وَقَدِّمِي الطَّعَامَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا أَكَلُوا فَخَبِّرِيهِمْ بِمَا صَنَعْتُ بِالشَّرَابِ حَتَّى يَنْصَرِفُوا. وَمَضَى مِنْ وَقْتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَزِمَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَأَثَرَ عَنْهُ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَقَدْ مَاتَ شُعْبَةُ فَمَا سَمِعَ مِنْهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
٨٧ – [توبة عكبر الكردي] قرأت في "الملتقط" عن بشر بن الحارث الحافي أنه قال: اعترضت عكبر

1 / 133