. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقال الكميت:
١٠ - والأظبي البارحات هل كان ... للأقرن منها أم لم يكن عضب
(فالمنقوص كل اسم) إنما بدأ بالمنقوص لأنه يحتمل حركات الإعراب / إلا أن الضمة والكسرة تركتا للاستثقال.
وقوله: (كل اسم) احترازًا من الفعل، لأن نحو: يقضي، لا يسمى منقوصًا.
وقوله: (قبلها كسرة) احتراز من الياء التي هي قبلها ساكن نحو: ظبي، وإنما سمي منقوصًا لأمرين: أحدهما: أن الحذف يلحق آخره نحو: قاض فجرى مجرى يد ودم، وذلك منقوص بحذف لامه. والثاني: أنه نقص حركتي الرفع والجر، لأن الضمة والكسرة لا تدخلانه ومثل بالداعي والقاضي، لأن ياء «الداعي» منقلبة عن الواو، لأنه من دعوت، وياء «القاضي» أصل، لأنه من قضيت. ولا يخلو المنقوص من أن يكون منونا أو غير منون.
وبدأ بالمنون لأنه نكرة، والنقص معه أكثر تبيينًا لما فيه من حذف حركة الإعراب وحرف الإعراب تقول في الرفع: «هذا قاض يا فتى» وفي الجر: مررت بقاضٍ يا فتى. وكان الأصل فيه: هذا قاضي، ومررت بقاضي، بإثبات الياء فيهما كما تقول: هذا ضارب، ومررت بضارب، فأسكنت الياء استثقالًا للضمة والكسرة عليها. وإنما استثقلت الضمة والكسرة على الياء، لأن الحركات مجانسة لحروف العلة، لأن الفتحة والألف من مخرج [والكسرة والياء من مخرج] والضمة والواو من مخرج، والألف بمنزلة فتحتين، والياء بمنزلة كسرتين، والواو بمنزلة ضمتين، فلو ضممت ياء المنقوص لكنت جامعًا بين ثلاث كسرات وضمة، ولو كسرتها لكنت جامعًا بين أربع كسرت، فلما أسكنت حذفت. وكانت أولى بالحذف من التنوين لوجهتين: أحدهما: أن قبلها كسرة تدل عليها. والثاني: أن =
1 / 80