99

तावीलात

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

शैलियों

" إن من العلوم كهيئة المكنون لا يعلمها إلا العلماء بالله فإذا نطقوا بها لا ينكرها إلا أهل الغرة بالله ".

واعلم أن كل شيء يشاهد في الشهادات كما أن له صورة في الدنيا له معنى حقيقي في الغيب ولهذا كان النبي صلى الله وعليه وسلم يسال الله تعالى بقوله:

" أرنا الأشياء كما هي "

فتكون في الآخرة صورة الأشياء وحقائقها حاصلة، ولكن الحقائق والمعاني على الصورة غالبة فترى في الآخرة صورة شيء بعينه فتعرفه فتقول: { هذا الذي رزقنا من قبل } [البقرة: 25] فيكون الاسم والصورة كما كانت ولكنها في ذوق آخر غير ما كنت تعرفه ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس شيء في الجنة مما في الدنيا غير الأسماء، وهذا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها، إذا طعنت تفجر دما فاللون لون الدم والعرف عرف المسك "

فالآن لون ذلك الدم في الشهادة حاصل ولكن عرفه في الغيب لا يشاهد، ففي الآخرة يشاهد الصورة الدنيوية والمعاني الغيبية فافهم جدا واغتنم.

ذكر بعد إظهار الحقائق في الأمثلة المتناسبة لتفهم المعاني المتشابهة قوله تعالى: { إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا } [البقرة: 26]، إلى قوله: { الفسقين } [البقرة: 26]، { إن الله لا يستحى } أي: لا يبالي الله أن يضرب مثلا { ما بعوضة } [البقرة: 26]، أي: يلبس المعاني كسوة الأمثلة لبيان البعوضة { فما فوقها } [البقرة: 26]، في الحقارة والصغر أو فوقها في الكبر كالذباب والعنكبوت وذلك لأن في كل شيء من العرش العظيم والذرة الحقيرة لله تعالى آية تدل العباد إلى المعبود، وتهدي القاصد إلى المقصود ففي البعوضة دلالات وآيات إذا جاعت قويت وطارت، وإذا شبعت تشققت وتلفت فهذه تدل على الإنسان فإنه إذا جاع رجع إلى الله تعالى، وإذا أشبع يتبع الهوى كما قال تعالى:

ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض

[الشورى: 27].

وقال تعالى:

अज्ञात पृष्ठ