430

तावीलात

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

शैलियों

فعند غلبات السكر يخفن النشوز والنفور؛ لضعف الحال وقوة سطوة النوال { فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن } [النساء: 34]، فالخطاب بالعظة والهجران لأهل الكمال من الرجال القوامين على النسوان؛ وهن الضعفة من الطلاب، يشير إلى التخويف بالهجران لتأدب الشكر إن كان، كما كان حال الخضر مع موسى عليه السلام فلما دارت بينهما كؤوس المصاحبة وبلغ السيل زبى المراقبة، تساكر موسى عليه السلام وقال بلسان المعاتبة:

أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا

[الكهف: 71]، فخوفه الخضر بضرب من تعريض الهجران فقال:

قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا

[الكهف: 72]، إلى أن عارضه مرة أخرى ووقع الحافر الكدي ضربه بعد الامتحان بعصا الهجران و

قال هذا فراق بيني وبينك

[الكهف: 78]، هذا قانون أرباب الكمال المسلكين بالأصحاب إلى حضرة الحال، { فإن أطعنكم } [النساء: 34]، فإن رأوا عنهم في أثناء السلوك نشوزا من الملال أو عربة من غلبات الأحوال، يعظوهم بالمقال، فإن لم يتعظوا فبالفعال، فإن لم ينتفعوا فبالانتقال، فلمن تتعظوا بأن يطعن لكم ويتأذين، { فلا تبغوا عليهن سبيلا } [النساء: 34] بانتقام ما جرى فيهن، { إن الله كان عليا كبيرا } [النساء: 34]، لا يؤاخذ ضعف الطلبة عند العجز والغفلة.

[4.35-36]

{ وإن خفتم شقاق بينهما } [النساء: 35]، يشير إلى خلاف يقع بين الشيخ الواصل في المريد المتكامل، { فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلهآ } [النساء: 35]، متوسطين؛ أحدهما: من المشايخ المعتبرين، والثاني: من معتبري السالكين؛ لينظر إلى مقالها ويتحققا أحوالهما، { إن يريدآ إصلحا } [النساء: 35]، بما رأى فيه صلاحهما { يوفق الله بينهمآ } [النساء: 35]، بالإرادة وحسن التربية، { إن الله كان } [النساء: 35] في الأزل { عليما } [النساء: 35]، بأحوالهما، { خبيرا } [النساء: 35] بجمالهما، فقدر لكل واحد منهما بما عليهما وبما لهما.

ثم أخبر عما لهما وعليهما بقوله تعالى: { واعبدوا الله } [النساء: 36]، إشارة في الآيات: إن العبد مأمور بعبادة الله تعالى وعبوديته بالإخلاص دون الشرك فيهما، بقوله تعالى: { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا } [النساء: 36]، فالعبادة أن تعبدوا الله وحده بطريق أوامره ونواهيه، ولا تعبد معه شيئا من الدنيا والعقبى، فإنك لو عبدت الله خوفا من شيء أو طمعا في شيء فقد عبدت ذلك الشيء، لقوله تعالى:

अज्ञात पृष्ठ