380

तावीलात

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

शैलियों

كتب في قلوبهم الإيمان

[المجادلة: 22]؛ أي بقلم العناية من نور الهداية.

ثم اثبت للعبد كسبا في طلب الهداية واستجلاب العناية بقوله تعالى: { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها } [آل عمران: 145]، والإشارة فيه: إن ثواب الدنيا هو أنواع الكرامات التي خص الله تعالى بعض خواصه في الدنيا من العلوم اللدنية الربانية، والكشوف والشهود الروحانية النورانية، وغيرها مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أولئك الذين نفذ الله لهم الوعد، كما قال الصوفي ابن وقته في معناه:

أنشدوا خليلي هل أبصرتما أو سمعتما

بأكرم من مولى تمشي إلى عبد

أتى زائرا من غير وعد وقال لي

أصونك عن تعذيب قلبك بالوعد

يعني: من كانت همته في الطلب التبتل إلى الله تعالى بالكلية والتوحيد إليه بخلوص النية وصفاء الطوية، ويقطع بقدم الصدق مفاوز البشرية، تستقبله ألطاف الربوبية وتنزله مقام العندية قبل خروجه بالصورة عن الدار الدنيوية؛ { ومن يرد ثواب الآخرة } [آل عمران: 145]؛ يعني: من كان مشربه من الأعمال لا من الأحوال، ولا يزعجه الشوق المبرح عن مألوفات الطبع، فيسير بقدم الشرع ومقصده نعيم الجنان لا بمقصوده يوجه به، يدل على هذا التصريح قوله تعالى:

ربنآ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة

[البقرة: 201]، والحسنة ما أشرنا إليها في معنى الثواب، وحمل الثواب على هذا المعنى أولى من حمله على معنى إرادة الدنيا؛ لأن الثواب يستعمل بضد العقاب وإرادته هي عين العقاب؛ ولأنه ما ذكر الله تعالى عقيب قوله: { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها } [آل عمران: 145]، قوله:

अज्ञात पृष्ठ