372

तावीलात

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

शैलियों

صراط العزيز الحميد

[سبأ: 6].

[3.113-117]

ثم أخبر عن الفرق بين الفريقين والتفاوت بين الطريقين بقوله تعالى: { ليسوا سوآء من أهل الكتاب } [آل عمران: 113]، والإشارة في الآيات: إن الله تعالى فرق بين العلماء الربانيين وعلماء السوء المداهنين، قال تعالى: { ليسوا سوآء من أهل الكتاب } [آل عمران: 113]؛ يعني: من العلماء منهم { أمة } [آل عمران: 113]؛ أي: فرقة { قآئمة } [آل عمران: 113] بالله، { يتلون آيات الله } [آل عمران: 113]، يتبعون آياته { آنآء الليل } [آل عمران: 113]؛ ليريهم الله آياته

في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق

[فصلت: 53]، { وهم يسجدون } [آل عمران: 113]، ينقادون لأحكامه الأزلية وتقديراته الإلهية { يؤمنون بالله واليوم الآخر } [آل عمران: 114]، إيمان الطلب، وتصديق قضائه في الأزل، ووفور قدره إلى الأبد، { ويأمرون بالمعروف } [آل عمران: 114]؛ أي: يطلبون الحق، { وينهون عن المنكر } [آل عمران: 114]؛ أي: طلب ما سوى الله، { ويسارعون في الخيرات } [آل عمران: 114]؛ أي: فيما يوصلهم إلى الله، { وأولئك من الصالحين } [آل عمران: 114]، الذين يصلحون لقبول الفيض الإلهي { وما يفعلوا من خير } [آل عمران: 115]، تتقربون به إلى الله تعالى { فلن يكفروه } [آل عمران: 115] بل تشكروه، فإن تقربتم إليه شبرا تقرب إليكم ذراعا، وإن تقربتم إليه ذراعا تقرب إليكم باعا، { والله عليم بالمتقين } [آل عمران: 115]، { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا } [آل عمران: 116]، الذين يتقون به عما سواه، وعليم بالفاسقين الذين كفروا بنعمته، واستغنوا بالأموال والأولاد شيئا ما تنفعهم في إصابة اللطف إليهم ودفع القهر عنهم { وأولئك أصحاب النار } [آل عمران: 116]؛ يعني: نار القطيعة، { هم فيها خالدون } [آل عمران: 116]؛ يعني: لا يفارقونها؛ لأنهم صحبوها بالقلوب والأرواح لاستيفاء شهوات النفس والأشباح.

ثم أخبر عن نفقات أهل الشهوات بقوله تعالى: { مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم } [آل عمران: 117]، إشارة في الآيات: إن الله تعالى ضرب مثل ما ينفقون في هذه الدنيا؛ أي: استيفاء اللذات النفسانية، وتمتعات الشهوات الحيوانية، وانتفاع الحظوظ الدنيوية: كمثل ريح فيها صر بالاتفاق في تحصيل المرادات النفسانية، { فأهلكته } [آل عمران: 117]؛ أي: الريح التي فيها صر الشهوات النفسانية أهلكت حروث الروحاني وآثاره، { وما ظلمهم الله } [آل عمران: 117] في الخلقة، إذا أعطاهم حسن الاستعداد الروحاني وآثاره، { وما ظلمهم } [آل عمران: 117]، { ولكن أنفسهم يظلمون } [آل عمران: 117]، بإبطال استعداد الروحاني وإهلاك ريع حرثه.

[3.118-123]

ثم أخبر عن اتخاذ الغير بطانة فإنه يورث الخيانة بقوله تعالى: { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم } [آل عمران: 118]، إشارة في الآيات: إن الله تعالى نهى عن مباطنة أهل السوء من الحديث وقال: { لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا } [آل عمران: 118]؛ أي: لا يقصرون في إنكاركم، والاعتراض عليكم والظن فيكم، { ودوا ما عنتم } [آل عمران: 118]؛ أي: أحبوا من نعيم الدنيا وزخارفها، ومشتهيات النفس، ومستحسنات الهوى ما نعمتموه وتركتموه، ويشهد عليكم إنكارهم؛ لدناءة همتهم وعلو همتكم، وفرحوا بما قاسيتم من المجاهدات ومخالفات النفس، وترك الشهوات واللذات، والتزام الفقر وتحمل الأذى، والصبر على المكروهات، وابغضوهم لتناكر الأرواح واختلاف أحوال الأشباح، { قد بدت البغضآء من أفواههم } [آل عمران: 118] باعتراضاتهم الفاسدة، { وما تخفي صدورهم } [آل عمران: 118] قلوبهم الحاسدة من الغل والحسد والحقد، { أكبر قد بينا لكم الآيات } [آل عمران: 118]؛ أي: أظهرنا عليكم آثار ألطافنا وإمارات أحقادهم، { إن كنتم تعقلون } [آل عمران: 118] تدركونها.

ومن آثار ألطافنا معكم { هآأنتم أولاء تحبونهم } [آل عمران: 119] محبة الرحمة والشفقة، وتدعونهم إلى ما أنتم عليه من الشوق والمحبة وصدق الطلب، والتجرد والتفرد للتوحيد، ومن إمارات أحقادهم أنهم ينكرون عليكم { ولا يحبونكم } [آل عمران: 119] ويدعونكم إلى ما هم عليه من الحرص والحسد والغفلة، وطلب الدنيا واستيفاء اللذات والشهوات، { وتؤمنون بالكتاب كله } [آل عمران: 119]؛ أي: بجميع ما في القرآن من ترك الدنيا، وجهاد النفس ونهيها عن الهوى وبذلها في إعلاء كلمة الله العليا، والخلق مع الخلق والصدق في طلب الحق { وإذا لقوكم } [آل عمران: 119]، أهل التملق { قالوا آمنا } [آل عمران: 119]؛ يعني: يظهرون معكم الإيمان بما أنتم به، وعلمتم وهم لا يعلمون، { وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } [آل عمران: 119] الذي في قلوبهم منك حسدا عليكم، { قل موتوا بغيظكم } [آل عمران: 119] دعاء عليهم، { إن الله عليم بذات الصدور } [آل عمران: 119]؛ يعني: يعلم ما في القلوب التي في الصدور إن موتها في الغيظ والحسد.

अज्ञात पृष्ठ