231

तावीलात

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

शैलियों

[الصافات: 99]، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم من أهل المواهب قيل:

سبحان الذى أسرى بعبده

[الإسراء: 1]، فلما كان ذهابه بنفسه في الحج الحقيقي بقي في السماء السابعة { أحصرتم } الحج والعمرة، وقيل له: { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي } [البقرة: 196]، فأفدي بإسماعيل، ولما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وكان ذهابه بالله ما أحصره شيء، قيل له: { وأتموا الحج والعمرة لله } [البقرة: 196]، فأتم حجه بإذن ربه،

فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى

[النجم: 8-9]، ثم أتم عمرته بأن تجلى له أقمار المقصود عن كشف تفرد بالشهود، وتجلي عناية المحبة عن شموس الوصلة، وجرى بين المحبين ما جرى،

فأوحى إلى عبده مآ أوحى

[النجم: 10]، ثم نودي من سرادقات الجلال في إتمام الحج والإكمال يوم الحج الأكبر عند وقوفه بعرفات في حجة الوداع، وهو آخر الحجاب

اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلم دينا

[المائدة: 3].

ثم قال لأمته وقد علم فيهم الضعيف والعليل، وذا التعلق والآفات، وأصحاب الحوائج والموانع: { وأتموا الحج والعمرة لله } أي: واسعوا في إتمام صورة الحج وحقيقة بقدر استطاعتكم في متابعة صورة سير النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته، أما إتمامه في الصورة بأن تقيموا شرائعه المشروعة، ويكون قصدكم من بيوتكم أن تخرجوا لا للتجارة ولا للنزاهة ولا للرياء والسمعة، بل يكون خالصا لله تعالى، وأما إتمامه في الحقيقة فبأن يكون خروجك من وجودك وقصدك الله بالله لا لشيء من المقاصد في الدارين، وبأن يقيم شرائطه في الطريقة؛ لتبلغ الحقيقة وتتيقن بأنه

अज्ञात पृष्ठ