तावीलात
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
शैलियों
[فصلت: 53].
قوله تعالى: { وهو بكل شيء عليم } [البقرة: 29]، أي: عالم في خلق كل شيء كيف خلقه ولأي شيء خلقه، وكل ذرة من مخلوقاته وكل شيء من موجوداته يسبح ذاته وصفاته ويشهد بأحديته وصمديته ويقول:
ربنآ ما خلقت هذا باطلا سبحانك
[آل عمران: 191]، فلما ذكر أن السماوات والأرض خلقت للإنسان أخبر أن الإنسان لماذا خلق بقوله تعالى: { وإذ قال ربك للملئكة إني جاعل في الأرض خليفة } [البقرة: 30]، والإشارة في تحقيق الآية: أن الله تعالى إنما قال { إني جاعل في الأرض خليفة } [البقرة: 30]، ولم يقل: إني خالق معنيين: أحدهما: إن الجاعلية أعم من الخالقية فإن الجاعلية هي الخالقية وشيء آخر وهو أن يخلقه موصوفا بصفة الخلافة إذ ليس لكل مخلوق هذا الاختصاص كما قال تعالى:
يداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض
[ص: 26] أي: خلقتك مستعدا للخلافة فأعطيناكها، والثاني: إن للجعلية اختصاصا بعالم الأمر وهو الملكوت وهو ضد عالم الخلق لأنه هو عالم الأجسام والمحسوسات، كما قال تعالى:
ألا له الخلق والأمر
[الأعراف: 54]، أي: الملك والملكوت؛ فإنه تعالى حين ذكر ما هو مخصوص بعالم الأمر جعله بالجعلية لامتياز الأمر عن الخلق كما قال تعالى:
الذي خلق السموت والأرض وجعل الظلمت والنور
[الأنعام: 1]، فالسماوات والأرض لما كانت من الأجسام والمحسوسات ذكرها بالخلقية، والظلمات والنور لما كانت من غير المحسوسات ذكرها بالجعلية، وإنما قلنا إن الظلمات والنور من الملكوتيات لقوله تعالى:
अज्ञात पृष्ठ